كلمة العدد

إفريقيا تُعالج مشاكلها

فضيلة دفوس
17 مارس 2020

بقرار حازم وحاسم، قرّر الإتحاد الأفريقي أن لا يبقى على الهامش ليشاهد من بعيد كيف تعصف الأزمات الأمنية والسياسية بمجموع دوله وتحاصر شعوبه التي يعيش بعضها تحت رحمة التنظيمات الإرهابية والبعض الآخر في أزمات وحروب داخلية عاصفة.
 المنتظم الأفريقي، الذي طالته في السنوات الماضية الكثير من سهام النقد والانتقاد لتقاعسه وعجزه عن حلّ قضايا ومشكلات القارة، قرّر أخيرا أن يكسّر طوق اللامبالاة لينخرط بقوّة وصرامة في جهود ومساعي تسوية الأزمات التي تواجهها بعض دوله، وذلك بطرح مبادرات واقتراح وساطات وتسويات بعيدا عن الأطراف الخارجية التي لا يؤدي تدخلها إلا الى تعقيد الأوضاع واستفحال المشاكل.
 من هنا تجلّت الإستراتيجية الجديدة التي تبناها الأفارقة والتي ترتكز على ترسيخ فكرة الحلول الإفريقية للمشاكل الإفريقية، وهذا المبدأ يعد السبيل الوحيد للتعامل مع التحديات المشتركة التى تواجه القارة، خاصة أن الدول الإفريقية أكثر قدرة على فهم تعقيدات مشاكلها وخصوصية أوضاعها ومن ثم تعد الأقدر على إيجاد تسويات ومعالجات جادة وواقعية تحقق مصالح شعوبها وتصونها من التدخل الخارجي وويلاته.
 لقد أدرك الاتحاد القاري أهمية أفرقة المبادرات المطروحة لحلحلة معضلات أفريقيا و قطع الطريق أمام التدخلات الخارجية، لهذا وبعد نجاح وساطته في السودان السنة الماضية، ها هواليوم يلقي بثقله لحل الأزمة الليبية المعقدة، إذ يصرّ على أن يكون له دور في كلّ مبادرة أوجهد لتسويتها، ويرفض البقاء على الهامش بينما أصبحت هذه المعضلة كالكرة تتقاذفها دول كثيرة وعديدة همّها الوحيد جرّ الليبيين إلى الإحتراب الداخلي.
وفي إطار جهوده لتسوية الأزمة الليبية، عقد قادة دول مجموعة الاتصال التابعة للاتحاد الإفريقي حول ليبيا أوّل اجتماع لهم نهاية الأسبوع الماضي بمدينة أويو بجمهورية الكونغو، واتفقوا على عقد الندوة الوطنية للمصالحة الليبية شهر جويلية القادم، بالعاصمة الاثيوبية أديس أبابا، كما اقترح المنتظم القاري أن يكون خليفة المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، شخصية إفريقية.
لا شـــكّ أننا نسجل اليوم إرادة سياسية مشتركة للعمل الجماعى بين دول افريقيا لتحقيق السلم والاستقرار بالقارة، ونلمس ذلك الدعم الكامل لدور الاتحاد الإفريقي في مساندة دوله على تجاوز التحدّيات السياسية والأمنية والاقتصادية التي تواجهه وهويخطوخطوات جادة نحوأن يكون حل النزاعات في الدول الإفريقية من داخل القارة، وبالتأكيد الحلول المحلية ستكون الأقدر على حلّ المشكلات مهما تعقّدت.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024