لا شك أن أحسن طريقة لتشجيع المصابين بالكورونا أو بأي مرض معد على التصريح بإصابتهم وقبول اللجوء إلى المصالح المعنية للوضع تحت النظر من خلال إجراء الحجر الصحي هو التوعية بخطورة عدم القيام بهذه الخطوة على المصاب وعلى محيطه القريب والبعيد، ولكن التوعية وحدها لا تكفي إن لم نوفر لذلك المصاب أدنى ظروف الإقامة المريحة خلال فترة الحجر الصحي وبهذه الطريقة فقط نشجع الناس على اللجوء الطوعي إلى المصحات وقبول إجراء العزل الصحي عن طيب خاطر والتوعية بأن الإجراء هو حماية وليس عقابا ؟ لأن الحجر الصحي سيمكنه من التعافي بسرعة بفضل الرعاية الصحية اللصيقة داخل مراكز الحجر، من جهة، وفي الوقت نفسه حماية الآخرين من خطر العدوى وفي مقدمتهم أهله وعائلته ولا أعتقد أن هناك شخص عاقل يقبل أن يلحق الضرر بالآخرين خاصة عندما يتعلّق الأمر بأقرب المقرّبين منه ؟
لقد أثارت الفيديوهات والصوّر المسرّبة من أحدى غرف الحجر الصحي في مستشفى بوفاريك وخبر فرار شخص من الإجراء، حالة من الذعر والتشويش أعادت إلى الأذهان ما وقع مع السيدة التي أصيبت بالكوليرا وكانت تحت الحجر الصحي في ذات المستشفى والطريقة غير المسؤولة التي تعامل بها والي البليدة آنذاك مع تلك السيدة الشيء الذي زاد حينها من ارتباك الرأي العام سنة 2018 مع العلم أن الكوليرا لا ينتقل إلا بالاحتكاك المباشر بالشخص المصاب ؟
أعتقد أن خير طريقة لتغيير الانطباع العام السائد حول مراكز أو أماكن الحجر الصحي والتي بات يعتقد بشأنها البعض أنّها مراكز اعتقال لا حجر صحي بسبب الفيديوهات والصور التي تسرّبت والرد على ذلك بنشر فيديوهات وصور عن الأماكن والأجنحة التي خصّصها كل مستشفى تحسبا للحجر الصحي فبهذه الطريقة يمكن تصحيح ذلك الانطباع السائد ونطمئن الرأي العام بأن تلك المراكز والأماكن تم تخصيصها وتزويدها بكل شروط الراحة بها لحماية المصابين وعلاجهم وكذا حماية الآخرين من خطر العدوى لا أقّل ولا أكثر لأن خير طريقة لمحاربة الإشاعة هو نشر المعلومة الصحيحة وتطعيمها بالصورة والصوت وبهذا سنرى كيف سيتوجّه أي مصاب بالفيروس ولمجرد الشك إلى المستشفى بل هو من سيطلب طوعا الوضع في الحجر الصحي.