كلمة العدد

تكيف مع أي طارئ

جمال أوكيلي
09 مارس 2020

لم تتوان الجزائر في التحرك سريعا من أجل اتخاذ التدابير الصّحية اللازمة، منذ ظهور فيروس كورونا على الصعيد الخارجي، ماديا وبشريا، سواء بفتح كافة الهياكل المتواجدة على مستوى التراب الوطني وتعزيزها بكل ما يستدعيه الوضع من أجهزة إضافية، المتعلقة بالكشف والتكفل، ودعمها بطاقم طبي ذي كفاءة عالية فيما يعرف بالأوبئة، أضف إلى كل هذا الاعتماد على مخطط مرحلي في الاتصال .. المتوجه إلى إدارة العملية التحسيسية في الوسط السكاني على المستويين الفردي والجماعي.
هذه المنظومة ليست جامدة بل تتكيف في كل مرة مع المستجدات الطارئة، نظرا لسرعة انتشار هذا المرض الفتاك، وانتقاله إلى الآخر في وقت قياسي لم يترك للشعوب فرصة مواتية للتكيف مع تداعياته من الناحيتين الصحية والنفسية، وهذا الجانب المجهول في هذا الفيروس هو الذي حتم الالتزام بالقواعد الأساسية وبالأخص الوقاية.
وبناء على هذه «العولمة» لـ «كورونا» فإن السلطات العمومية تسعى للتكيف  مع ما يحدث في الميدان وهذا بالشروع من الآن فصاعدا في توسيع الدوائر الاستشفائية في كل من وهران، سطيف، عنابة، تمنراست، وورقلة بمخابر تحاليل للتكفل بالمرضى في عين المكان، بدلا من إرسالها إلى معهد باستور بالجزائر العاصمة، لرفع الضغط وتفادي مشقة الذهاب والإياب، والتقليل من عامل التهويل، ومحاصرة المرض في نطاق جغرافي محدود، زيادة على فوائد أخرى جديرة بأن يكون لها أثر إيجابي في مثل هذه الظروف.
وفي غضون هذه الأيام، ستستعمل المصالح الطبية أجهزة كشف متطورة جدا تصدر النتائج في مدة وجيزة هي امتداد لحزمة من الاجراءات المتخذة على مستوى المطارات والموانئ ومحطات النقل منها الكاميرات الحرارية، ومراكز الاستقبال المؤقتة وآليات المرافقة النفسية.
هذا المسعى المتبّع ينسجم مع ما أقرته منظمة الصحة العالمية لمكافحة هذا الفيروس، ومطابق مع ما هو مجسد في البلدان المتقدمة المصنفة في المراتب الأولى في التصنيفات المتعلقة بمعايير العلاج عالميا، كما أن الاطباء في حالة تأهب قصوى، من أجل أن يكونوا في مستوى ما يحدث وهذا باتباع المسار المنصوص عليه في مثل هذه الظروف الاستثنائية.
وبالرغم من أن ما سجلته الجزائر حتى الآن من حالات انتقال من الخارج فإن كل ما تتوفر عليه من إمكانيات مسخرة من أجل خدمة المصابين، ومنحهم كل ما يتطلبه الوضع الخاص.
في هذا العدد من محليات «الشعب» نتناول رفقة شبكة مراسلينا في الجزائر العميقة، الهياكل الصحية المخول لها استقبال الأشخاص عند ظهور الأوبئة ومدى القدرة على مرافقة المرضى على ضوء ما هو موجود، أو ما يضاف له من عتاد لتكون العناية في المستوى المأمول.
واستنادا إلى مراسلينا، فإن جميع تلك الهياكل الصحية على استعداد كامل للتكيف مع هذا الوضع الجديد، نظرا لما لديها من أجهزة مخصصة لتلك الإصابات، التي تعطى فيها الأولوية للجانب الوقائي في أول الأمر، وأي طارئ يوضع المعني في «بيئة خاصة» يخضع للمراقبة المستمرة إلى غاية معرفة حالته كون اللقاح غير متوفر عالميا.
وهذه الهياكل الصحية تتمثل في مسار علاجي يكون على مستوى المستشفيات الكبرى ،خاصة التي تتوفر على كل ما يلزم وهذا بالتعاون مع معهد باستور الذي يوافي هذه الجهات بنتائج التشخيص وهذه الشراكة الثنائية المتكاملة سمحت بأن ينجز العمل في زمن قياسي للكشف عن الحالات المشبوهة ريثما يتم توسيع دائرة المعاهد الخاصة بالتحاليل عبر عينات من الولايات المختارة مسبقا.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024