مرّة أخرى تقدّم الأندية المحترفة صورا عن التّنظيم التقني البعيد عن الاحترافية بالتغييرات العديدة التي عرفتها الطواقم الفنية، حيث ّ أصبح المدربون في «ميركاتو مفتوح» طيلة الموسم حتى أن بعضهم يدرّب أكثر من ناديين..الأمر الذي يؤثّر على العمل ضمن الكرة الجزائرية ككل.
أكبر الاختصاصيّين في الكرة الحديثة يؤكّدون أنّ العمل المنهجي لمدة سنتين على الأقل، السبيل الأمثل للوصول الى نتائج معتبرة من حيث الانسجام وتقديم خطة لعب تعطي القوة للتشكيلة، وتمكّن اللاعب من إبراز امكانياته، في ظل الاستقرار التقني والرّؤية السّليمة.
لكن الأمثلة التي نراها ضمن بطولتنا عكس هذا التّصور تماما؛ ذلك أنّ المدرب أصبح في مقدمة الانشغالات إذا لم تكن النتائج في المستوى، وأول من «يدفع الثمن» في كل الحالات بإقالته مباشرة واستقدام مدرب آخر، الذي قد لا يعمّر طويلا في حالة عدم وصوله للنتائج المرجوّة بسبب ضغط المسيّرين والأنصار.
في الوقت الذي يكون المشكل في معظم الأحيان تسييريا بالدرجة الأولى، فالمشاكل التنظيمية العويصة التي تعيشها أنديتنا تجعل تركيز اللاعبين ومختلف الطواقم صعب للغاية، لكن الحل دائما يأتي من «استقدام مدرب جديد»، والذي لن يكون المفتاح الذي يؤدي الى تحسن الوضعية.
الأمثلة كثيرة، فالأندية التي قامت بتغييرات عديدة وجدت وضعيتها تزداد سوءاً، وأضحت في الأقسام السفلى.
والتمعن بشكل أكبر في «حركة المدربين» بين الأندية تظهر أن نسبة قليلة من المدربين حافظوا على مكانهم منذ انطلاق الموسم، الأمر الذي يطرح استفهامات كثيرة حول رؤية الأندية للأهداف المسطّرة.
فمن غير المنطقي أن تكون أهداف كل فرق الرابطة المحترفة الأولى مركزة على الفوز باللقب أو لعب الأدوار الأولى، كون مبدأ الاحتراف يقوم على الامكانيات المتوفرة من لاعبين والظروف المادية للفريق، إلى جانب العمل التقني المنهجي لعدة سنوات.
فالوضعية غير مريحة من جانب رسم الأهداف على مراحل بالنسبة للأندية، الأمر الذي سيبقينا في مثل هذه الوضعيات التي تؤثّر على عمل المدربين واللاعبين، وتبقي البطولة في مستوى غير الذي انتظرناه منذ عدة سنوات.