المرحلة للنزول إلى الميدان في ظل وضع صعب مثقل بمشاكل زادت تعقيدا في المدة الأخيرة نتيجة تداخل المطالب الشعبية بالأزمة الاقتصادية وكل ما ترتب عن ذلك من إفرازات أبرزها مدى الخسارة الفادحة التي خلفها الفساد.
بالتأكيد الطاقم الحكومي الجديد يدرك حجم المسؤولية في إعادة تصحيح المعادلة بكل جوانبها المناجيرالية والمبادراتية والأكثر أهمية أيضا تجسيد توجه التغيير وإبراز الكفاءات على مستوى كل الدوائر القطاعية لإعطاء دفع قوي ومطلوب للأداء بحيث يتم اختزال زمن واقتصاد النفقات مقابل تحقيق نتائج في مستوى الطموح الذي يحمله مسار الجزائر الجديدة.
بداية مشوار إنجاز التغيير تمت باستلام الوزراء الجدد لمهامهم إلى جانب الذين تم تثبيتهم لتمثل نقطة تحول أولى، وكم هي هامة لترسي قواعد عمل جديدة تشمل تطوير السلوكات في الممارسة وتحديث الذهنيات في المقاربة لبلوغ الأهداف المسطرة ضمن ورقة الطريق التي رسمها الرئيس تبون من خلال الالتزامات الـ54.
المهمة على ما فيها من تحديات تستوجب بالتأكيد الجهد المضاعف لإنجازها بالمعايير المطلوبة، وقد أكد أعضاء الحكومة إدراكهم لذلك لكن أيضا عزيمتهم على البذل والعطاء بروح الفريق لإرساء نمط عمل حكومي حديث مطابق لمعايير النجاعة التي يمكن قياس وتيرتها وتتبع مسارها بالمؤشرات والنتائج الملموسة.
متطلبات جزائر جديدة تعني القطيعة نهائيا مع ترسبات المرحلة السابقة التي ترتبت عنها في ظل حكم العصابة كلفة باهظة واستنزفت موارد ثمينة، كادت أن توصل البلاد إلى نقطة لا يمكن العودة منها لولا أن إرادة إنهاء المغامرة تصدت للموقف فأعادت بمرافقة من الجيش الوطني الشعبي البلاد إلى السكة السليمة عبر المسار الانتخابي الذي أعاد الاعتبار للشرعية الشعبية.