خرجة الرئيس الفرنسي في جريدة «لوموند افريك» مقصودة ومتوقعة بكل ملامحها، فهي توحي، بأن صاحبها يتحدث تحت أنفه، كأنه وصي على الجزائر، وفي قراءة متمعنة ما بين الأسطر القليلة، تشعر بذروة التعالي والاستحقار المنمقة بالخبث، عندما قال «بلغني « أو «سجلت أنكم» ومثل هذه العبارات المشينة، غير بريئة تحتم على الطرف الجزائري أن يكون التعامل معها بالمثل.
إذا كانت التقاليد الرسمية في الأعراف الدبلوماسية، تستوجب تهنئة عبد المجيد تبون على فوزه بمنصب رئيس الجمهورية للجزائر الحرة المستقلة أولا، ثم الثناء على الاستحقاق الرئاسي الذي جرى في ظروف جيدة، يقدم تهانيه للشعب الجزائري على إنجاح هذه الوثبة الوطنية والهبة الشعبية، مثل الملوك والرؤساء، لا تخرج عن سياقها الأخلاقي المعهود، أما أن يحاول « ماكرون» فرض ورقة طريقه أمام الوافد الجديد إلى قصر المرادية «بفتح حوار بين السلطة والشعب» فهو، إما مخطئ أومتعمد، لا يوجد تفسير ثالث.
خبث سياسي مألوف من ماكرون في تعامله مع الجزائر منذ العهدات السابقة، في ظنه الجزائر تابعة للكيدورسيه، فحاول الماكر الفرنسي، إيهام الجزائريين، أنه وصي في محاولة قذرة لضرب مصداقية الانتخابات و مؤسسات الدولة.
ماكرون لم يهضم أن عرسنا الانتخابي مر بسلام، وأن عريس قصر المرادية على مقربة من أداء اليمين الدستورية، والأهم من ذلك، أقسم أنه سيواصل محاربة الفساد والمفسدين، وسيكون التعامل مع فرنسا وغيرها وفق أجندات، تفرضها قوة الجزائر الإقليمية والاقتصادية، مثلما ذكر «الند - للند».
تبون يدرك، ما يحاك ضد الجزائر من أعدائها، ويعي ما تواجهه من تحديات.
نجاح انتخابات الجزائر صفعة أخرى، لمن تزعجهم عودة الجزائر إلى مركزها الإقليمي كقوة إقتصادية ناشئة، تبون نجح في أول خطوة له قبل ولوجه قصر المرادية، والرئيس الذي لا يخاف عدوه جدير بالاحترام.