ما يؤلم حقا، ان الذين راهنوا على مقاطعة العرس الانتخابي، واصطفوا في جماعات لا يقل شأنها عن العصابات، مستعملين العنف مع المواطنين والشيوخ العزل، ومصالح الامن،رافضين الاستحقاق من أساسه، إنما باعتراضهم الناخبين في الادلاء بأصواتهم، هم بذلك يعمقون شرخ الإبتعاد عن الديمقراطية وحرية ألتعبير، التي كانوا اوصياء عليها وحماتها،وكانوا اولي النعمة منهم عرابوها، طيلة عقود طويلة من الزمن.
لم نسمع لهم أي تنديد أو رفض في ما مضى، وبعدما كانت «القافلة تمشي والكلاب تنبح»، أصبح أعداء الجزائر يغرسون مخالبهم عضا وهتكا في الضحايا، زادنا الامر عجبا، فلم نجد اي تبرير لتصرفاتهم وكلبهم، حين خرج الجزائريون في الساعات الاولى الى صناديق الاقتراع، لانتخاب رئيسهم، لأول مرة بعيدا عن الادارة والتزوير، مفوتين الفرصة على اعداء الجزائر وفلول فرنسا .
نكسة اخرى مني بها، كل من شكل تحالفا في الخارج لضرب استقرار الجزائر وتشويه صورتها ونشر المغالطات والأكاذيب، حيث تحالفت دوائر الشر مفصحة عن حقدها ومكرها، وأسفها الدفين وهي ترى بأم عينيها، ان تلك الرهانات التي اطلقتها هذه الفلول الخبيثة، حول نسبة المشاركة من عدمها، فاقت كل التوقعات، وحدثت لأول مرة منذ استقلال الجزائر.
أثبت الجزائريون اليوم من خلال اختيار رئيسهم الجديد أنه لا احد يمكنه التأثير على خياراتهم ورغباتهم وقناعاتهم مدركين في الشأن ذاته أن الاجندات الخارجية، مصيرها مكشوف ومفضوح أمام شمس الحقيقة، في أول مرة انتخابات بهده الطريقة وهذا الحجم .
إن عهد الرئيس صاحب الصلاحيات المطلقة انتهى، وعهد الرئيس الذي يحول الأحزاب إلى لجان مساندة انتهى، وعهد الرئيس المعجزة انتهى، ولن يكون له أي أثر، وأن الرئيس المقدس المتفرعن انتهى، وعهد الرئيس الواحد الاحد انتهى، فليس الرئيس من سيغير من احوالنا انما اختيار الرئيس هوضمان لاستقرار البلاد أما التغيير فيبدأ من الشعب، يا «علي» الجزائر بخير فأطمئن، اما الذين قالوا عكس ذلك فهم يعيشون فهم الضفة الأخرى ولا يعبهون.