الإعلام الضّال...

فضيلة دفوس
12 ديسمبر 2019

استقطبت انتخابات الرّئاسة الجزائرية أمس اهتمام الإعلام على المستوى الدولي، حيث تصدّر هذا الحدث التّاريخي نشرات الأخبار في معظم القنوات التلفزيونية، وتمحورت حوله كل التقارير والأخبار التي تداولتها المواقع الاعلامية الالكترونية العربية والغربية، على حدّ سواء.
لكن إذا كانت الكثير من وسائل الاعلام ووسائطه، ومن منطلق المهنية وروح المسؤولية قد غطّت الانتخابات الجزائرية بموضوعية وحيادية، فأشارت إلى أهمية هذا الاستحقاق الذي يأتي في ظل عملية التغيير السياسي التي تعرفها البلاد منذ الربيع الماضي، وبمنافسة 5 مترشّحين بحظوظ متكافئة في الفوز، ولفتت إلى الاستثناء الذي ميّز هذا الاقتراع والذي يضفي عليه الكثير من الشرعية، حيث تولّت سلطة مستقلّة لأول مرّة كل مراحل العملية الانتخابية، ووعدت بأن لا يعترضها أيّ تشويه أو تزوير، فإنّ البعض الآخر من الاعلام الدولي، وضع على أعينه نظّارة سوداء، حتى لا يرى إلا ما يريد أن يراه، واسترسل في تزييف الحقائق  وإصدار الأحكام المسبقة بكلّ خبث وحقد.
لقد حضرت الانتخابات الجزائرية أمس في بلاتوهات الكثير من الفضائيات المنتشرة هنا وهناك عبر ربوع العالم، وكعادة بعض هذه الفضائيات التي لا تريد لقطار التغيير الجزائري أن يصل إلى محطته النهائية بسلام ونجاح، فقد انتقت بعناية منشّطيها وضيوفها من شهود الزور وروّاد الاعلام الضّال، الذين تلجأ إليهم كلّما أرادت ضرب استقرار دولة ما أو عرقلة مسارات انتقالها السياسي.
وتجلّت عدم مهنية وسوء نوايا هذه الفضائيات بشكل واضح للعيان من خلال العناوين العريضة التي أبت إلا أن تفرضها على المشاهد  زورا وبهتانا، وهي مجرّد أكاذيب ومزاعم تحمل حقدا دفينا للجزائر التي عرفت كيف تسيّر مرحلة التغيير بدون خسائر، وكانت عصيّة على أن تقع في فخّ العنف الذي حاول البعض جرّها إليه كما فعلوه مع دول عربية كثيرة.
و المثير للاشمئزاز أنّ بعض الفضائيات استبقت الوقائع على الأرض، وأطلقت أحكامها المسبقة على مجرى الاستحقاق حتى قبل أن ينطلق، فبثّت منذ الساعات الأولى بأن الانتخابات تجري بدون جزائريين، ولو أنّها أصدرت مثل هذا الحكم في نهاية العملية الانتخابية لكان لكلامها بعض الواقعية، أما وأنها أعلنته قبل أن تفتح مراكز الاقتراع أبوابها، فهو مجرّد هذيان من وسيلة إعلامية تابعة لدولة مازالت لم تقتنع بأن الجزائر دولة مستقلّة وذات سيادة، وترفض أن تأخذ دروسها من أحد.
الامتحان الذي اجتازته الجزائر أمس كان فعلا صعبا بالنظر إلى الظرف الاستثنائي الذي ميّزه، والتحديات التي واجهته، لكن هذا لا يمنح الحقّ لأحد ليستلّ معاوله الاعلامية السّامة في محاولة يائسة لضرب مصداقية الانتخابات الرّئاسية الجزائرية، والتشكيك في نزاهة الذين أشرفوا على تنظيمها.
على روّاد الاعلام الضّال في فرنسا وغيرها، أن يدركوا بأن الجزائر لن تسقط في شراـك أحد، وبأنّها تواصل مسيرة التغيير وستصل إلى مبتغاها حتى لو ظلّت الكلاب تنبح، وغربان الفتنة تنعق.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024