يكون اليوم الخميس 12 ديسمبر2019، موعدا مفصليا تحوليا في الجزائر، لا يقل شأنه عن تاريخ 11 ديسمبر 1960، يوم انتفض الشعب الجزائري ضد غطرسة الاحتلال الفرنسي والرد على خطاب ديغول، بمظاهرات سلمية خرجت عن بكرة أبيها، رافضة الهيمنة الكولونيالية من عين تموشنت إلى بلكور.
اليوم يرد الناخبون وهم يتوجهون إلى صناديق الاقتراع للتصويت على الجزائر، واختيار رئيس جديد، يحكمونه فيما بينهم، ضمن الأطر الدستورية والقانونية، يصوتون للخروج من هذا النفق المظلم بأخف الاضرار، واضعين القاطرة على السكة، في جعبتهم آليات التعبير والتغيير، ولو حاول الربان تغيير القاطرة عن سكتها النوفمبرية الصحيحة، سيكونون له السد المنيع، يجمعهم شمل الحراك، حين انتفض ضد العهدة الخامسة و عصابة الفساد .ذلك ان الوطن أكبر من الشخص.
الأكيد ان الرئيس القادم سيكون مجبرا على التعامل مع فئات الشعب على اختلافها، بعيدا عن النرجسية، وفي منأى عن توريث الزعامة، وتقديس الشخصنة .
سيرد الشرفاء اليوم على كهنة المعبد وما بقي من العصابة، وشرذمة عمرت مخططاتها في دواليب الدولة، حكمت بيد من حديد، في صورة استغلالية لخيرات البلاد، لا يقل شأنها عن الامس البليد، سيقول الوطنيون بصوت عال مزلزل، يا أبناء فرنسا وأحفاد الحركى، « قد مضى وقت العتاب فاستعدوا وخذوا منا الجواب .
بالأمس إبان الاحتلال قطع الحركى والقومية الطريق اما الشباب للالتحاق بالثورة المسلحة وبالجبال واليوم، الخلف يمارسون نفس الوسيلة، فيعترضون الشرفاء ليمنعوهم من الادلاء بأصواتهم، امام أعين القوات الفرنسية، دون ان تحرك ساكنا،كأن لسان حالهم يقول، ان احفاد الحركى لم يغمض لهم جفن حتى ينتقمون لإبائهم .
في هذا اليوم سيؤكد أحفاد بن بولعيد، بن مهيدي وعميروش، ان قلوبهم لا تزال تنبض وعيونهم تحرس الوطن، سينتفض الناخبون عن بكرة ابيهم لنصرة قضيتهم،وبتصويتهم سيحررون اعناق الشرفاء من مكر ودهاء مخلفات فرنسا .
تأتي الهبة الشعبية والعدالة تقوض سياطها، لتضرب بيد من حديد، أزلام العصابة ممن تفرعنوا وعاثوا في الاقتصاد نهبا، سطوا واختلاسا، أفسدوا الحرث والنسل، تقاسموا الإرث فيما بينهم «عائلات...لا جماعات «، كأن الوطن لهم و لأحفادهم ؛ وما بقي من فتات قذر يرمى ؛ كما ترمى العظام للكلاب الجائعة .
سيذكر التاريخ ان قيادة عسكرية نوفمبرية مجاهدة شريفة أنقذت الوطن الذي ضحى من أجله الملايين من الشهداء، من عصابة فعلت به ما لم يفعل الشيطان بعدوه .
حكمة الاسبوع :
«ما أصعب أن تعيش فى وطن لا يحسن أن يدرك من أنت.. هل أنت أبنه أم أنك عدوه»