يعتبر الأساتذة والمعلمون من بين الناس الذين يتركون بصمة قوية في شخصية الفرد، خاصة في الناشئة والمراهقين خلال أطوار التعليم الثلاث، وغالبا ما تكون هذه اللمسة الطيبة تترجم من خلال علاقات قوية مبنية رغم فوارق السنيين على الصداقة والاحترام المتبادل، المجهودات الكريمة التي بذلوها من أجل تبليغ رسالة العلم النبيلة ومساعدة الأجيال على التسلح بالمعرفة والمبادئ والأخلاق الحميدة لمواجهة حياتهم ومستقبلهم.
«العرفان ورد الجميل» هو عنوان المبادرة الكريمة التي احتضنتها ثانوية الشيخ المهدي بوعبدلي بمدينة أرزيو بوهران في الخامس جويلية الماضي، والتي تمّ من خلالها لم شمل التلاميذ القدماء وتكريمهم لمجموعة من أساتذتهم المتقاعدين بعد عقود من الزمن.
نشأت الفكرة العام الماضي بغية «إعادة لم الشمل وزيارة المؤسسة التربوية» عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي وخاصة الفيسبوك، لتتسع نواة «مجموعة التلاميذ والزملاء لثانوية الشيخ المهدي بوعبدلي ارزيو»، يوما بعد يوم وتبعث العلاقات القديمة من جديد وتتوطد أكثر.
وإضافة إلى التلاميذ القدماء التحق أيضا عدد من الأساتذة حسب ما صرحت به لـ « الشعب» صاحبة المبادرة «ف - حليمة»، خريجة دفعة 1985-1998 قائلة: «شجّعني هذا النجاح التفكير في لقاء على أرض الواقع بدل الفضاء الأزرق، فكانت للمجموعة اتصالات مع إدارة الثانوية التي ساعدت بدورها بالاتصال بالأساتذة المتقاعدين، وكان لقاء في القمة استحسنه كل الحضور خاصة الذين كرموا من أساتذة وعمال إدارة، كون هذه الالتفاتة الأولى من نوعها بالنسبة إليهم».
وقد تمّ بالمناسبة تكريم كل من المدير السابق للمؤسسة 1986 السيد لخضر خدام والأساتذة الفضلاء ابوبكر بوعمران، بغدادي خثير، بودادي بلخير، جمال عدو، زغدود كمال الدين، والأستاذتين الكريمتين رجيبة فاطمة وخنافوزهرة.
وحضر اللقاء حسب المتحدثة قرابة 50 من القدماء منهم من اصطحب معه عائلته خاصة الأولاد، حتى تعطى لهم أحسن قدوة في احترام وتبجيل مربي الأجيال والاعتراف لهم بالجميل.
للإشارة جاء هذا التكريم بعد سلسلة من اللقاءات بين أفراد المجموعة، كان أولها لقاء لم الشمل بفندق الدلفين بارزيوفي 5 جويلية 2017، كما نظمت لقاءات أخرى قبل يوم التكريم كان أولها في مارس 2017 بين بعض التلاميذ القدماء، والثاني في 5 جويلية من نفس السنة بين التلاميذ والأساتذة القدماء واللقاء الثالث في 27 جويلية لتكريم 6 أصحاب أحسن معدل سنوي من التلاميذ الحاليين لسنة 2017 من طرف بعض التلاميذ القدماء.
ورابع لقاء كان لم شمل كبير لقدماء التلاميذ في شهر نوفمبر الماضي، حول طبق كبير من «البايلا» (الأكلة الشهيرة بالمنطقة)، أقيم بفندق الدلفين بأرزيو.
وستواصل المجموعة مستقبلا حسب ف.حليمة في تجسيد المبادرة بلقاءات أخرى في محاولة للم شمل أكبر عدد ممكن من التلاميذ والأساتذة القدماء، وبالتالي تحقيق حلم قديم لطالما راود قدماء ثانوية الشيخ المهدي بوعبدلي بمدينة أرزيو التي خرّجت إطارات لها شأنها في الدولة والمجتمع.
