به جزيرة بابارجاني التي يناهز جمالها رونق جزر هاواي الشّهيرة

سيدنا يوشع الشاطئ الذي التقى فيه سيدنا موسى بالنبي الخضر جوهرة بتلمسان

تلمسان: محمد بن ترار

تعد مدينة تلمسان من أهم الولايات الغربية التي تزخر بسواحل خلابة بإقليمها الممتد على طول 74 كلم ويضم 10 شواطئ محروسة منها جوهرة الشواطئ الواقع بإقليم بلدية داريغمراسن، والمعروف محليا بشاطئ النبي سيدنا يوشع الذي يبعد بحوالي 70 كلم عن مقر تلمسان، والذي تتهافت عليها العائلات نتيجة الهدوء الذي يشهده.

 هذا الشاطئ الخلاّب الهادئ الذي ورغم اقتطاع جزء منه من أجل إقامة ميناء للصيد لكنه يبقى لؤلؤة جميلة تفضلها العائلات التي تمتاز بحسن الذوق وتتلذذ استغلال فصل الصيف، لكنه يبقى يحتاج الى التفاتة وزارة السياحة لما له من قيمة جمالية تمزج بين اخضرار الغابة وزرقة البحر، وأهمية تاريخية لارتباطه بالدولة العثمانية والنبي سيدنا يوشع وغيرها.
صعوبة الطّريق إلى شاطئ سيدنا على طول 6 كلم واهترائه يؤرق السواح
الزائر لشاطئ سيدنا يوشع يقف على صعوبة الطريق المؤدي إليه، خاصة في الجزء الرابط ما بين الطريق الوطني رقم 98 والشاطئ وهوالطريق الصعب بفعل المنعرجات والحفر يمتد على مسافة 06 كلم، حيث يحس الزائر بالدوران من خلال هذا الطريق الصعب، الذي لم تتكلف مصالح الاشغال العمومية تهيئته وعجزت مصالح بلدية دار يغمراسن الفقيرة عن التكفل به.
بقي الشاطئ على حاله منذ سنوات ما عدا بعض الرتوشات التي رمّمت هذا الطريق، الذي يعبر عبر عين بن تاغلة الشهيرة بمائها الذي يكسر الحصى الموجود في الكلى، والذي يفرض على طالبي الماء التوقف على حافة الطريق في منعرج خطير، ما يضاعف من صعوبة التنقل عبر هذا الطريق وحتى الطريق الذي يربط الشاطئ بمدينة الغزوات عبر مدينة البور لا يسلم من العيوب نتيجة كثرة المنعرجات واهتراء الطرق.
 وبمجرد الوصول إلى حظيرة توقف السيارات تستقبلك روائح كريهة ناجمة عن تراكم المياه القذرة التي تكوّنت نتيجة تواجد العشرات من الحفر الكبيرة الحجم، ممّا يجعل المصطاف يتقزّز من تللك المناظر التي تفسد يومه الاستجمامي بالرغم من أنّ هذا الشاطئ تقصده العائلات التلمسانية من كل حدب وصوب وله باع طويل وصدى طيب حتى بالنسبة للجالية المقيمة بالخارج.
ورغم تعليمة وزارتي الداخلية والسياحة التي تفرض مجانية استغلال الشاطئ، والذي تقيدت به السلطات بهذا الشاطئ إلا أن المشكل هو سعر دخول المرحاض الوحيد بالشاطئ، والذي تبلغ تكلفته 50 دج، الأمر الذي لا يستصيغه العقل ويدفع بالمصطافين لرفض دخوله وقضاء حاجتهم البيولوجية بالشاطئ.
 جزيرة بابارجاني اختبأ فيها القراصنة الأتراك لمباغتة العدو الاسباني
 طالب العشرات من البيولوجيين والمهتمين بالبحث في المجالين التاريخي والسياحي بتلمسان وزارة السياحة بضرورة ربط شاطئ سيدي يوشع بجزيرة بابارجاني عن طريق تخصيص خطوط بحرية سياحية،والتوجه إلى جزيرة بابارجاني المتواجدة على أقصى يمين شاطئ سيدن بوشع وتبعد عليه بحوالي7 كلم.
 تحتوي هذه الجزيرة على شاطئ سحري صغير، حيث كان قديما القراصنة الأتراك يختبئون فيه لمباغتة العدو، ويتواجد هذا الشاطئ بين جبلين ويبلغ طوله حوالي 70 مترا، وهو مكان من أجمل ما نحتته امواج الطبيعة في التاريخ القديم، حيث أجمع كل من رآه على ان جمالهيناهز جمال جزر هاواي الشهيرة.
الشاطئ الذي تروي الكتب التاريخية والشواهد الموجودة أن النبي سيدنا موسى عليه السلام التقى بالنبي الخضر في الموقع التاريخي البحري المسمى»برأس نوح»، وجاء ذكر ذلك في سورة الكهف. ورغم هذه الاهمية التاريخية لهذا الشاطئ الهادئ إلا أن وزارة السياحة لم تكلف نفسها إقامة مراكز سياحية خاصة في ظل الأهمية السياحية والتاريخية للمكان لأنه من أهم المناطق التي لاتزال بها شواهد كبرى على رأسها أحد القبور المنسية، التي تقول الروايات التاريخية بأنه لابن نبي، في حين لم تكلف وزارة الثقافة والمركز الوطني للبحث في الشواهد التاريخية لعقود ما قبل التاريخ نفسها بالتحرك لاكتشاف خبايا هذه الجوهرة وإقامة دراسات عليها.
 «تيتانيك» محل المثلّجات زادت شهرته منذ تدشينه سنة 1999
يعتبر محل التيتانيك أحد أهم المحلات المختصة في بيع المثلجات بهذا الشاطئ الهادئ، والذي زادت شهرته منذ تدشينه سنة 1999، وهو محل فخم لبيع المثلجات اتخذ من قصة «تيتانيك» اسما له بعدما فتح أبوابه في أحد المساكن الفاخرة يسار شاطئ سيدنا يوشع، هذا ويحس الداخل اليه انه يعيش واقع قصة تيتانيك البحرية من خلال الديكور الخاص بأسطورة باخرة التيتانيك، والذي تم تسميته بعد مرور سنة واحدة من إنتاج وتوزيع هذا الفيلم، الذي نال شهرة عالمية كبرى سنة 1998.
 عرف هذا المحل مرور شخصيات ثقافية وعلمية كبرى التي تختار هذا الشاطئ لقضاء عطلتها الصيفية على غرار الشيخ الغفور، المرحوم الدكتور مصطفى يادي المختص في جمع الأصداف البحرية، الأستاذ رضا بريكسي مختص في الآثار والمتاحف، الدكتور نذير معروف الباحث في علم الاجتماع، الدكتور كازي مراد رئيس جمعية المحافظة للبيئة على مستوى هدا الشاطئ، المرحوم محمد تريكي الرئيس السابق للهلال الأحمر الجزائري، المرحوم الدكتور لحبيب بابا أحمد الرئيس السابق للديوان السياحي لتلمسان، والذين بقدر ما كانوا يقضون عطلتهم الصيفية بهذا المكان الهادئ بقدر ما كانوا يهتمون بتنفيذ هواياتهم المتعلقة بالطبيعة في هذا الشاطئ البكر، الذي يعتبر عروسا للجهة الغربية نتيجة وجود عدة غرائب به مرتبطة بالتاريخ الاسلامي، والعديد من الاسرار التي لاتزال تختلج في أعماق شاطئ سيدي يوشع الذي يعرف إنشاء ميناء للصيد البحري على يمين الشاطئ، والذي سيزيد من قيمته الاقتصادية، لكن العديد من البيولوجيين ومحبي الطبيعة اعتبروا هذا الميناء نقمة على الاثر التاريخي للشاطئ، وضرب لقيمته الطبيعية التي ستتأثر بروائح المسمكة، وبزيوت سفن الصيد المهترئة.
 مافيا العقار تهدّد الغطاء النّباتي وتقضي على حلم التوسع السياحي

تعيش هذه البلدية على غرار باقي بلديات الولاية السياحية الساحلية استنزافا للعقار السياحي، والقضاء على الأشجار الغابية التي تزين المدخل الغربي للشاطئ، فإذا كان انجاز ميناء الصيد بالجهة الشرقية للشاطئ اقتطع جزءاً هاما منه فإن هجوم مافيا العقار وصمت السلطات أصبحا يهددان غابة ظهر بن بغل بالجهة الغربية، حيث تتزايد السكنات الفوضوية يوما بعد يوم على حساب الغابات التي  تسقط اشجارها في صمت، ورغم الشكاوي المتكررة لكن تورط الجميع بفعل سيطرة البارونات جعل السكان والمواطنين يطالبون بتدخل وزير السياحة لكبح هذا النهب ضمن برنامج حماية المواقع السياحية، التي صارت مهددة بفقدان أعز موقع سياحي بالغرب الجزائري، الذي تمتزج فيه زرقة البحر باخضرار الغابات.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024