حمام «الشيقر» بمغنية

مركز سياحي ينافس الشواطئ

تلمسان: محمد بن ترار

تعرف مدينة تلمسان ومغنية بحماماتها المعدنية التي اشتهرت بنقاوة وصفاء مياهها التي تستقطب عشرات المصطافين المولعين بالسياحة الحموية سنويا للتمتع بالمياه الدافئة والعلاج، حيث أصبح المواطنون، خاصة المرضى منهم يقصدونها من كلّ مكان، حتى يستفيدوا من مياهها التي تعالج عدة أمراض جلدية وأخرى داخلية .
تحولت الحمامات المعدنية إلى محج للسياح في الصيف للسباحة في أحواضها، ويشربون من مياهها كذلك، التي تمنحهم نشاطا وقوة، وتشفيهم من بعض الأمراض التي لم يجدوا لها دواء حتى عند الأطباء، وخاصة إذا تعلق الأمر بأمراض الكلى ومن بين هذه الحمامات حمام «الشيقر» بـ «مغنية» المعروف بمياهه الساخنة التي يقال إنها تعمل على تذويب الحصى التي تتكدس في كلية الإنسان . هذه المنطقة المعروفة على المستوى الوطني والتي صارت تنافس الشواطئ الخلابة، للأسف تجاهلتها السلطات لعدم توفر سياسة سياحية جادة.
حمام «الشيقر» بـ»مغنية» ذاع صيته بين المواطنين من مختلف مناطق الوطن وتعدت شهرته حدود الجزائر، يقصده الناس من كل أرجاء الوطن لأن مياهه ليست ككل المياه، يوجد على بعد 5 كلم من مدينة مغنية، باتجاه قرية سيدي المشهور إقليمه تابع إلى بلدية حمام «بوغرارة» التي  تتكفل بتسييره، يتربع على مساحة جبلية واسعة في أسفله يوجد مصب مائي طبيعي يخرج من الجبل يقصده الناس، وعلى حافة الطريق، توجد عين يشرب منها المارة، ويوجد على ارتفاع 361 م على سطح البحر.
فتح أبوابه في السبعينيات من القرن الماضي شهد حالة من الإهمال والتخريب في العشرية السوداء، لتعطى إشارة إعادة تهيئة الحمام وترميمه من قبل والي الولاية الأسبق نوري عبد الوهاب بعد زيارة ميدانية له في 28 مارس 2005  ليفتح أبوابه للزوار بعد أشهر من انطلاق الأشغال.
يزوره سنويا أكثر من 80 ألف شخص، منهم حوالي 600 زائر في اليوم خلال فصل الصيف و200 في اليوم خلال فصل الشتاء ومن بين الأمراض التي وإن لم نقل عنها مستعصية، إلاّ أنها تسبب للمصابين ألما وصعوبة في الحياة الأمر الذي يجعل هؤلاء المرضى لا يكتفون بالعلاج الذي توّفره المستشفيات، ولكن يتنقلون مسافات طويلة باتجاه حمامات قيل إنّ مياهها تكفي لتصفية الدم والجسم وبالتالي فيها علاج وشفاء بإذن الله.
حمام «الشيقر» الذي ينافس شواطئ الولاية من حيث عدد السواح في اليوم خصوصا القادمين من المناطق الصحراوية وحتى العشرات من أبناء الجالية من الخارج الذين يقصدون هذا النبع الطبيعي من أجل العلاج والاستحمام حوله سكان «مغنية» إلى مسبح لمن لم تسمح له الظروف المادية بالانتقال إلى البحر خاصة وأن البلدية تفرض مبلغا رمزيا لا يزيد عن 50 دج للدخول، حيث يعج الحمام بالمئات من الأطفال والشباب الطالبين للاستجمام في مسبح الحمام فارين من الحرارة المرتفعة التي تجتاح المنطقة، ليبقى هذا الفضاء السياحي الحموي الذي ينافس السياحة الشاطئية في فصل الصيف يحتاج إلى تكفل من وزارة السياحة من اجل إعادة الاعتبار له وإلحاقه بمديرية السياحة عوض البلدية التي لا تملك الإمكانيات اللازمة لتهيئته وتسييره .
من جانب آخر كشفت مديرية السياحة لولاية تلمسان وبعد الزيارة الأخيرة لوالي الولاية الحالي علي بن يعيش للمحطة عن إطلاق دراسة من أجل إعادة الاعتبار لهذه المنطقة السياحية الخلابة فمن المنتظر أن يتم إلحاق تسيير هذه المؤسسة السياحية بديوان الترقية والتسيير السياحي مع تخصيص غلاف مالي يقدر بـ 34 مليار سنتيم من أجل ترميم محطة حمام «الشيقر» ودعمها بالهياكل التي تساهم في استقطاب السواح.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024