بأزقته الضيّقة التي يرجع تاريخها للعهد الزياني

درب «سيدي حامد» السوق الرئيسي لتلمسان وجهة سياحية يحتاج إلى التفاتة

تلمسان محمد بن ترار

سجل درب سيدي حامد الذي يتوسط تلمسان القديمة هذه السنة إقبالا كبيرا للزوار والسواح من مختلف أنحاء الوطن، طلبا للالبسة التقليدية ومختلف المنتجات التي تشتهر بها المدينة حيث صار هذا الفضاء التجاري ينافس أشهر المناطق السياحية بالولاية بفعل الاقبال الكبير والاكتظاظ الدائم لأزقة السوق  الضيقة الذي يتوسط تلمسان.  ويعد إحدى أهم المواقع استقطابا للسكان ويساهم بشكل كبير في السياحة ما يستلزم على السلطات العليا الاهتمام به. «الشعب» توقفت عند هذا المرفق الحيوي وتنقل أدق التفاصيل.
السوق الذي يلقب بالقيصرية نسبة الى القيصريات العثمانية والاندلسية لما يعرض فيه من ملابس تقليدية راقية  تشتهر بها عاصمة الزيانيين وما يعرض بمحلاته من منتجات متنوعة لا سيما التقليدية المميزة للمنطقة ما يجعل هذا الفضاء التجاري الاشهر بالولاية، يشهد حركية واسعة للزوار من مختلف أرجاء الوطن.
يستغل الزوار نزولهم بتلمسان لقضاء العطلة من أجل شراء الهدايا والذكريات وحتى التمتع بالمعروضات المتنوعة من ألبسة ومصاغ وأفرشة تقليدية تمزج بين الحاضر وعمق تاريخ تلمسان الذي ينطلق من العثمانيين الى الزيانيين وبنو عبد الوادي وصولا إلى الاندلسيين والمورسكيين واليهود الذين نزلوا بالمدينة، أو حتى الحضارات التي مرّت بتلمسان في فترات متعاقبة على غرار المرينية والسعدية و الحفصية، والتي تركت أثارا وشواهد بالمهن والحرف التي كانت  تمارس بها وحافظت على اسمائها الى اليوم.
درب سيدي حامد أو القيصرية يعد من أقدم أسواق المدينة وأشهرها على المستوى الوطني وحتى خارجه فهو يشبه سوق مدينة تونس القديمة الواقع بين باب البحر وجامع الزيتونة. ويرجع تاريخ السوق بحسب قدماء تلمسان الى  العهد الزياني، حيث لاتزال محلاته القديمة والضيقة وازقته المنحدرة  التي تبدأ من المسجد الكبير أو  البلاص، كما يعرف لدى عامة التلمسانيين الى غابة باب سيدي بومدين حيث يتربع على حوالي 06 هكتارات تتوزع على درب سيدي حامد  الرئيسي وجملة من الدروب التي تشكل قيصريات تبيع الملابس التقليدية الشهيرة على غرار الشدة  التلمسانية المصنفة عالميا كثراث مادي يرمز الى تلمسان و الكراكو ، وهو لباس تلمساني قديم وكذا « الجس والقفطان  التلمساني الشهير الذي يجمع بين حضارات الاندلس وحضارة المغاربة. هناك أيضا البلوزة التي تشتهر بأغلب مناطق الغرب الجزائري كتلمسان ووهران هذا حيث تتنوع أثمان الكراكو  التلمساني بحسب النوعية  من القماش والطرز  بالخيط الذهبي حيث نجد كراكو المجبود و كراكو الفتلة أو ما يعرف بالكنتير الذي يصحب بسروال عريض يشبه سروال العاصمة التقليدي يسمى سروال الشقة أو تنوره وتتراوح أسعاره ما بين 05 ملايين و15 مليون سنتيم للنساء و07 الاف و15ألف دج للاطفال .
 رغم الحرارة الكبيرة التي ميزت تلمسان هذه السنة إلا ان هذه المحلات الضيقة التي تدخل ضمن الثراث التلمساني والتي زينها صناع الذهب  بصفتها حرفة قديمة متوارثة لدى بعض العائلات التلمسانية أبا عن جد تضاف الى صناعة المنسوج والحايك بنوعيه المرمة والعشعاشي الذي تشتهر به تلمسان.
يزداد الاقبال على هذا السوق التقليدي في المواسم حيث تجتمع محلات الثرات بطاولات المناسبات كالاعياد والدخول المدرسي حيث لاتكاد تمر وسط ضيق الازقة التي تعرض فيها مختلف المستلزمات بأسعار تنافسية تجر إليها  مختلف الزبائن لاقتناء ملابس العيد ولوازم الدخول المدرسي.
 تكثر خلال هذا الموسم طاولات التجار الموسمين الذين يرون في درب سيدي حامد مركزا للحصول على لقمة العيش حيث نجده في موقعه يتوسط مراكز مهمة على غرار الساحة الرئيسية، المسجد الكبير، سوق الخضر والفواكه، قصر المشور، ومحطة المسافرين وباب سيدي بومدين، ما يجعله قبلة للزوار  من كل صوب وحدب، ويحتاج الى التفاتة من وزارة السياحة لتصنيفه كأحد المواقع الاكثر استقطابا للسواح في الغرب الجزائري.

من أجل حماية غابات تلمسان من الحرائق
13 حوضا مائيا و433 كلم من المسالك للتدّخل
كشفت مؤسسة الهندسة الريفية بتلمسان عن إتمام مخطط حماية غابات الولاية المتربعة على 225 ألف هكتار من الحرائق ضمن المخطط المسطر لسنة 2018  خاصة وان هذه السنة عرفت تساقطات مطرية كبرى ساهمت في نمو الحشائش بالجملة ما يسهل عمليات الحرائق والتي لم يتم تسجيل أي واحد منها هذه السنة.
كشفت المصلحة التقنية بمديرية المشاريع التابعة لهذه الهيئة أنها أقامت  13 حوضا بالبلديات  القريبة من الغابات وشملت 04 بلديات وهي  الغزوات ، مغنية ، أولاد ميمون والرمشي ، زيادة على فتح 200 كلم  من المسالك  الجديدة  بمختلف غابات الولاية لتسهيل عملية التدخل ومحاصرة الحرائق في حالة اندلاعها .
 كما تم تهيئة 200 أخرى كانت في حالة متدهورة للسماح باستغلالها  في الوقت المناسب، كما تجري عملية فتح 33 كلم من المسالك بالغابات  التي تعرف كثافة كبيرة وهي على وشك الانتهاء لضمان التقليص من حجم الحرائق التي سبق وان تسببت السنة الماضية في خسائر كبيرة لغابات هنين فلاوسن، تزاريفت وعين تالوت ، ولتعويض ذلك فقد تم استحداث 17 مشتلة بغرب الوطن والجنوب الغربي لضمان تعويض الاشجار التي أتت عليها النيران السنة الماضية في 142 حريق شب بالمنطقة، ما أدى إلى اتلاف   482.66 هكتار من الغابات و22.71 هكتار ا من الاحراش.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024