الحرارة وقلة المسابح تفعل فعلتها بالمواطن البسيط خلال أولى أيام فصل الصيف بالجلفة، أطفال يأتون من الأحياء الشعبية لأجل السباحة وسط النافورات. «الشعب» عاشت هذا المشهد بعين المكان وتنقل أدق تفاصيله.
أصبحت جل النافورات بساحات مدينة الجلفة، أماكن مفضلة لممارسة السباحة لدى شريحة كبيرة من الأطفال المنحدرين في أغلبهم من الأحياء الشعبية، فمع ارتفاع درجات الحرارة التي تعرفها مدينة الجلفة، منذ أيام كغيرها من المدن، لا يجد هؤلاء الأطفال أنسب من هذه النافورات التي أنشأتها الجماعة الحضرية للولاية خلال السنوات الأخيرة في إطار مشاريع التهيئة الخاصة بالمدينة، من أجل تلطيف أجسادهم الصغيرة من وهج الحرارة التي تعمّ أجواء المدينة.
الامتعاض يبدو واضحا على وجوه العديد من المواطنين الذين يمرون بجانب النافورة الكبيرة الواقعة بساحة محمد بوضياف او سي احمد بن شريف» او نافورة 5 جويلية أمام الحديقة النباتية بحي الحدائق، وهم يشاهدون مياه هذه النافورة وقد تغير لونها بعد ان أصبحت بمثابة مسبح عمومي للأطفال الذين يتناوبون بالارتماء وسطها وهم غير مكترثين بمن حولهم.
«إنهم يشوّهون منظر النافورة»، هكذا علقت واحدة من المارة خلال حديثها مع رفيقة لها، معبرة عن استيائها لمشاهدة هؤلاء الأطفال المتجمهرين حول هذه النافورة التي كلفت الجماعة الحضرية الملايين، من أجل أن تضفي بعض الجمال الذي افتقدته معظم أحياء المدينة.
ويقول صاحب محل تجاري يوجد أمام النافورة معلقا على الأطفال الذين يسبحون وسطها «الله يحسن العون لو كانوا لقاو فين يعومو ما كانوشي جاو لهنا».
وهو موقف يتفق إلى حد كبير مع مبررات هؤلاء الأطفال، فالعديد منهم قال إن اختيارهم هذا جاء بسبب غياب المرافق الخاصة بالصيف كالمسابح العمومية وكذا بعد الولايات الساحلية عن المنطقة، فتكلفة التنقل إليها تبقى كبيرة بالنسبة لهم، كما أن تكلفة ارتياد المسابح الخاصة تصل إلى 1500 دج، وهي تكلفة جد مرتفعة بالنسبة إليهم.