الساحرة المستديرة تشدّ الجميع

المقاهي الوهرانية ضبطت عقاربها على المونديال

أضحت منافسة كأس العالم لكرة القدم الجارية أطوارها حاليا بروسيا سانحة لأصحاب المقاهي، بوهران لتحقيق أرباح مهمة من خلال عرضهم للمباريات على شاشات التلفزيون وسط إقبال كبير لهواة الكرة المستديرة.
زاد إقدام قناتين ألمانيتين على بث مقابلات الموعد الروسي بالمجان من الحضور  الجماهيري القوي بالمقاهي التي راح أصحابها يصوّبون مقعراتهم الهوائية نحو  الأقمار الصناعية المناسبة لالتقاط برامج القناتين الألمانيتين المذكورتين، في  ظل التكاليف الباهظة التي يقتضيها الاشتراك بشبكة القنوات الرياضية القطرية، صاحبة حقوق البث لمونديال 2018 على مستوى الشرق الأوسط وشمال افريقيا.
 لم يتردد أصحاب بعض المقاهي في اقتناء أجهزة تليفزيونية جديدة ذات جودة  عالية حتى يضمنوا لمرتادي محلاتهم مشاهدة نوعية ممتازة لمباريات العرس الكروي العالمي، مع رفع طاقة استيعاب المقاهي من خلال حتى استغلال المساحات  المجاورة التي جهزت هي الأخرى بالكراسي.
 حتى يعود هذا الاستثمار بالنفع على أصحاب تلك المقاهي، يشترط هؤلاء على مرتادي محلاتهم تناول المشروبات، خلال كل ظرف زمني معين.
 يقول الطاهر، مالك مقهى بحي السلام، في هذا الشأن : «لقد قمت بذات التجربة خلال المونديال الفارط، أين كنت أملك وقتها اشتراكا مع القناة القطرية، والفرق هذه المرة أن بث المقابلات هو بالمجان على قنوات ألمانية، وهو ما ساعد في رفع  حجم أرباح لحد الآن وأنا سعيد جدا بذلك».
 أضاف يقول: «عندما يكون الموعد مع إجراء مباراة من مباريات المونديال يرتفع  عدد الزبائن أكثر مقارنة بما هو عليه الحال في الأوقات العادية».
بوهران، يتم طوال السنة بث مباريات كروية لحساب مختلف البطولات الأوروبية حيث تعرف هذه المسابقات نسبة مشاهدة معتبرة جدا، حيث ارتفعت هذه النسبة مع  انطلاق المونديال رغم أن هذه المسابقة هي في أسبوعها الأول فقط، بل أن بعض الزبائن يقصدون المقاهي في وقت مبكر من أجل الحصول على أفضل مكان يمكنهم من مشاهدة المقابلات في ظروف جيدة.

تحاليل وآراء في نواد ومقاهٍ

 تسود أجواء مميزة بالمقاهي، سواء قبل،  أثناء أو بعد المقابلات، حيث يسرع  القائمون عليها في تجهيز المحلات لاستقبال العدد الهائل من المتفرجين في ظروف  جيدة من خلال وضع الكراسي بطريقة منظمة حتى تكون الفرصة مواتية للجميع من أجل  مشاهدة كل أطوار المقابلات في ظروف حسنة.  لا يتردد الزبائن في تحويل تلك المقاهي والساحات المحاذية لها إلى ملعب لكرة  القدم، حيث يصنعون بالمناسبة أجواء خاصة شبيهة بما هو الحال عليه في مدرجات  الملاعب الجزائرية، بل أن الأمر يصل في بعض الأحيان إلى تشاحن كبير بين أنصار هذا المنتخب أو ذاك.
 في بعض الأحياء الشعبية بوهران، تفتح أربعة أو خمسة مقاهي أبوابها طيلة اليوم، حتى أن صراخ المتفرجين الناتج عن تفاعلهم مع لقطات المباريات يصل إلى  داخل السكنات ما يسبب في بعض الأحيان انزعاج المواطنين خاصة لما يتعلق الأمر بالمباريات الليلية.
رغم أن مشاهدة المونديال مجانا عبر القناتين الألمانيتين المفتوحتين متاح  أمام الجميع بالبيوت الوهرانية، إلا أن الكثير يفضل الذهاب إلى المقهى لأن ذلك  يسمح بمتابعة المباريات في أجواء مميزة، وهو ما يذهب إليه هواري من حي الياسمين.
لا يختلف الأمر كثيرا داخل بعض البيوت، عندما يجتمع أفراد العائلة لمتابعة مباراة من العرس الكروي العالمي، حيث أضحى هذا الموعد يجلب أنظار العائلات بل وحتى العنصر النسوي. أعد بعض أرباب العائلات العدة جيدا لهذا المهرجان الذي يقام كل أربع سنوات من خلال اقتناء أجهزة استقبال جديدة وحديثة، مغتنمين فرصة طرحها بتخفيضات مغرية. وقال ‘’زينو’’، القاطن بحي الصباح في هذا الصدد،  «لا يمكن تفويت مثل هذه  
الفرصة لمشاهدة مباريات المونديال على المباشر وبالمجان، وهي بذلك تستحق منا أن نقتني أجهزة حديثة لمتابعتها بتقنية عالية».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024