«رأس كربون» بـبجاية

لوحة طبيعية تزاوجت فيها زرقة البحر و خضرة الغابة و الصخور المسننة للجبال

بجاية: بن النوي توهامي

ما من شك أن كل من تتاح له فرصة زيارة موقع ‘رأس كربون’ بولاية بجاية، سيعلن مفتونا وكلّه ثقة أن الله قد أنعم علينا بأجمل الأوطان، لما  تتميز به جغرافية المكان من طبيعة خلابة ومناظر جميلة، ومناطق شاسعة تزينت بحلة أساسها الغابات الخضراء والجبال ذات الارتفاع الشاهق التي تطل على الشواطئ، اقتربت «الشعب» من بعض الزوار لتسألهم عن سر اختيارهم لـ»رأس كربون».
جمال واحد من هؤلاء الذين جاءوا من مدينة الجلفة ليستمتعوا بمناظر المكان الساحرة و عبر عن إعجابه به قائلا:» بالفعل، يعد موقع ‘رأس كربون’ من بين أجمل المواقع السياحية الساحرة المتواجدة بالمنطقة، فإطلالته شاملة وخلاّبة على البحر ، وكذا على قمة القردة وخليج ‘تاملاحت’ الصغير ( لي صالين)، وحصن ‘قورايا’ و’رأس بواق’، فعندمل تقف في الاعلى لترى لوحة طبيعية لا نجدها في اماكن كثيرة لان تزاوج البحر و الغابة و الجبل يخلق منظرا نادر الحدوث.»
و أضاف جمال قائلا:» هو ديكور خلاّب يتقاسمه سكان ولاية بجاية مع بقية السّياح الذين يحظون بفرصة الانتقال إلى هناك، وخير دليل على ذلك، الأعداد الهائلة من الأشخاص من كل الأعمار، الذين يقصدون قمة الجبل الصخري العريق، بشكل متواصل، فهم يقصدونها من أجل اكتشاف أحد أبرز المواقع السياحية وأكثرها رمزية بالولاية.»
وواصل جمال حديثه إلى «الشعب» قائلا:»’رأس كربون’، موقع يكافئ زوّاره بكرم كبير فالنظرة البانورامية لخليج بجاية خير هدية يعطيها لهم ، ما يعني أن آلاف الزوار الذين يأتون من الجهات الأربعة للجزائر، يغادرونه وهم راضون ومفتونون بما راو هنا، كيف لا يكونون كذلك، أمام هذا الجمال الذي ينبسط أمامهم، متجسدا في مساحات خضراء مذهلة وشواطئ برية وصخور مسننة ترقد عليها أشجار الصنوبر باسطة أغصانها تحت زرقة السماء الصافية.»
ليلى زائرة أخرى من مدينة سور الغزلان قالت عن المكان» عند بلوغ الزّوار المكان يجدون أنفسهم على ارتفاع 235 مترا عن سطح البحر، شعور مذهل يتغلغل داخلك خاصة وانك تتقاسمه مع الكثير من السياح والزوار الذين يكتظ بهم المكان يوميا، ..وأمامهم ينتصب جبل صخري بارز يمكن من قمته العالية الاستمتاع بشواطئ «تاملاحت»، «تازبوجت»، «بوليماط»، وجزيرة «نيزلا»، وغيرها من المناظر التي تأسر القلوب، والتي يمكن القول أن بركة الله راسية عليها، لتكون في تسلسل مدهش عقدا ثمينا لآلِئُه مناطق طبيعية عذراء»
 و أضافت ليلى قائلة:» يمكن للسائح أيضا الاستمتاع بالمنارة، التي تبعد بضع مئات الأمتار إذا ما تم اعتبارها على خط مستقيم، وفي هذه الأجواء، نجد أفواجا من الزوار يمشون باتجاه شاطئ ‘زيقواط’، على طول مسار صخري مرتفع وأجراف متعرجة، مستمتعين أثناء ذلك بمشاهدة جبال يبلغ ارتفاعها مئات الأمتار، ...وفي منتصف الدّرب  نجد لائحة مثلثة الشكل، تحمل عبارة « منطقة عسكرية، ممنوع الدخول»، ذات العبارة التي تذكر المتجولين بالوجهة التي من شأنهم المضي قدما إليها، إذ عليهم الانعراج إلى اليمين، أي في اتجاه شاطئ ‘زيقواط’، أو حتى بلوغ الميناء النفطي ،أما المسار الآخر فيؤدي إلى المنارة، ذات الوجهة التي تعد محظورة على المواطنين، وتقف هذه المنارة على قاعدة ذات حواف شديدة الانحدار، وتبقى منارة «كاب كربون»، بعيدة المنال بالنسبة للسائحين’.
و تجدر الإشارة، إلى أن هذه المنارة قد بنيت من قبل الفرنسيين في القرن التاسع عشر، قبل أن تصبح بعد الاستقلال محمية الديوان الوطني للإشارة البحرية، ذات الديوان التابع لوزارة الأشغال العمومية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024