يعول عليه في رأب الصدع واستعادة إستقرار الحزب

إختيار خليفة بلخادم امتحان حاسم في مصير »الأفلان«

فريال/ب

لم يحدد بعد تاريخ اجتماع المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني، وفق ما أكده العضو القيادي قاسة عيسي في تصريح لـ»الشعب« أمس، موضحا بأن المشاورات متواصلة تحت إشراف عبد الرحمان بلعياط، الذي يتولى مهمة التنسيق، في محاولة للتمكن من عقد الاجتماع في أقرب الآجال، يحدد موعد انعقاد الدورة الاستثنائية للجنة المركزية التي يتم خلالها اختيار خليفة الأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم.يخوض »الأفلانيون« في هذه الأثناء معركة حقيقية تعد بمثابة امتحان حاسم في استقرار الحزب العتيد، ورغم أن أعضاء الهيئة الأولى ممثلة في اللجنة المركزية، حسموا في مصير بلخادم مفضلين رحيله بعد نزاع داخلي طويل أدى إلى انشقاق دونما نزيف في الصفوف، إلا أن مهمتهم لم تنته بسحب الثقة منه وإنما كانت مجرد البداية لرأب الصدع ولم الشمل.
كما أن الخطوة الموالية ممثلة في إيجاد خليفة بلخادم ليست بالهينة، بسبب الاختلافات التي كرست تكتلين متصارعين يسعى كل منهما إلى فرض من يمثله ليبسط نفوذه ويحسم الأمور لصفه، بالإضافة إلى أن الوضع الداخلي للتشكيلة التي لم تتمكن منذ ظهور بوادر الشقاق الأولى قبل عدة أعوام ورغم عقدها مؤتمر جامع في 2008 من استعادة الاستقرار، الأمر الذي لم يمنعها من الحفاظ على الريادة السياسية في عهد بلخادم بافتكاك نتائج بوأتها المرتبة الأولى في الساحة السياسية والتي لم تشفع له لدى خصومه الذين تمكنوا من كسب الجولة الأخيرة في المعركة.
غير أن الحرص على عقد دورة استثنائية للجنة المركزية في أقرب الآجال، لتحديد خليفة الأمين العام السابق والحيلولة دون وقوع خلافات مجددا تؤدي إلى انزلاق الحزب العتيد في غنى عنها، ليس مرتبط فقط بوضع حد لشغور المنصب في أقرب الآجال فقط وإنما يعكس بدرجة أولى سعي الطرفين إلى فرض شخص محسوب عليهما، أو على الأقل السير على خطى غريمهم في الساحة السياسية ممثلا في التجمع الوطني الديمقراطي الذي عاش سيناريو مماثلا قبل »الأفلان« بمعطيات مختلفة، بعد إعلان أمينه العام السابق أحمد أويحيى استقالته على عكس بلخادم الذي سحبت منه الثقة، وذلك باختيار شخصية تلقى الإجماع للمرور إلى المرحلة المقبلة ممثلة في المؤتمر بالنسبة لـ»الأرندي«.
وإذا كانت الأمور مختلفة نوعا ما بالنسبة للتجمع، ذلك أنه وعلاوة على إيجاد شخص يلقى الإجماع ممثلا في شخص عبد القادر بن صالح الذي سبق له وأن أشرف على تسييره، ولم يكن طرفا في الشقاق الذي دب في صفوفه، إضافة إلى أن الحزب يحضر لعقد مؤتمره الوطني لاختيار القيادة الجديدة، فإن الأمور تبقى غامضة بـ  »الأفلان« لأن الشقاق دام مدة كبيرة إلى درجة أن الاختلافات أخذت شكل خلافات عميقة، كما أن خليفة بلخادم لم يتحدد بعد، ورغم ذلك فإن المرجح حفاظا على استقرار التشكيلة اختيار الشخص الذي يلقى الإجماع لتسيير الحزب في المرحلة المقبلة لاسيما وأن المؤتمر ليس مقررا في هذه السنة.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19546

العدد 19546

السبت 17 أوث 2024
العدد 19545

العدد 19545

الخميس 15 أوث 2024
العدد 19544

العدد 19544

الأربعاء 14 أوث 2024
العدد 19543

العدد 19543

الثلاثاء 13 أوث 2024