برد الخريف يكبح نشاط الخضراء

حملة انتخابية محتشمة لتكتل الأحزاب الإسلامية

زهراء.ب

لم تكن بداية الحملة الانتخابية لأحزاب تكتل الجزائر الخضراء قوية، كتلك التي عهدها المواطن في تشريعيات ٢٠١٢، وقد يكون لفقدان أكبر المناضلين والمؤسسين خاصة بالنسبة لحركة مجتمع السلم أحد أضلاع هذا التكتل التأثير الكبير، كون أن الذين كانوا وراء تنشيط الحملة الانتخابية الماضية، أصبحوا اليوم رؤساء أحزاب وهم منشغلون بعملية بنائها.
في الوقت الذي راهن فيه رؤساء تكتل الجزائر الخضراء المشكل من حركة مجتمع السلم، حركة النهضة، حركة الإصلاح الوطني، على بقاء الأحزاب الإسلامية كقوة سياسية في البلاد، أظهرت الحملة الانتخابية «الباردة»  برودة فصل الخريف عكس ذلك، فبعد أربعة أيام من انطلاقها، لم تظهر قوة تلك الأحزاب رغم تكتلها، فأبانت أصوات قادتها التي ارتفعت في تجمعات متفرقة عن ضعف باتت تعاني منه تلك التشكيلات، بعد هجرة غير منظمة لمناضلين فضلوا التوجه لأحزاب جديدة للاستمرار في العمل السياسي ولكن تحت قبعة أخرى، كما أنه في الوقت الذي كان ينتظر فيه أن تركز تلك الأحزاب في خطاباتها على مشاكل المواطنين، واقتراح الحلول الكفيلة لها، كون أن الانتخابات تتعلق بالمجالس البلدية والولائية التي لها علاقة مباشرة بالمواطن وبانشغالاته اليومية في الشغل، السكن، الصحة والتعليم، راحت تكيل الاتهامات للسلطة، وتصورها على أنها ''بعبع'' حول حياة المواطنين إلى جحيم يوجد في عقولهم فقط.
وفي هذا السياق، قال رئيس حركة النهضة فاتح ربيعي في أول تجمع شعبي ينشطه في إطار الحملة الانتخابية، بولاية البليدة ببلدية عين الرمانة أن إكراهات الوضع في الجزائر تزداد سوء وأن هناك إرادة لدفع الشعب إلى الاستقالة من الحياة السياسية وترك الساحة لهم يفعلون ما يشاءون، مضيفا أن «السلطة عملت بكل الوسائل لتشويه العملية السياسة كي تيئس الشعب من ممارسة حقوقه السياسية والمدنية».
وتحدث عن ابتزاز داخلي وخارجي، نتيجة ضعف مؤسسات الدولة على حد تعبيره، وتطرق إلى ظلم في توزيع السكن، ومنح مناصب الشغل، دون أن يقدم الحلول للمشاكل المطروحة.
وإذا كان ربيعي قد نظم تجمعا شعبيا لاستمالة صوت الناخبين، فإن الأمين العام لحركة الإصلاح الوطني حملاوي عكوشي فضل النشاط الجواري لإقناع المواطنين ببرنامج حزبه الانتخابي، الفردي والمشترك مع أحزاب التكتل، والذي لم يخلو من تعهدات كانت قد قدمتها الحكومة الجديدة في خطة عملها، والمتعلقة أساسا بترقية الخدمة العمومية، تقريب المواطن من الإدارة، وتنظيف المحيط من القمامات والمزابل العشوائية التي انتشرت أمام كل بيت، وحي.
وغابت، خطابات زعيم الإسلاميين أبو جرة سلطاني، وخفت صوته خلال هذه الحملة الانتخابية، رغم أن التشكيلات السياسية تراهن على رؤسائها باعتبارهم الشخصية المعروفة أكثر لدى الموطنين لتحريك الحملة الانتخابية، وكسب أصوات جديدة.
ولم يظهر نفس الحماس الذي ميز الحملة الانتخابية للتشريعيات الماضية، حيث غابت اللافتات الخضراء التي أغرقت العاصمة والولاية ذات الكثافة السكانية الكبيرة، وانخفض صوت أبواق السيارات، والحافلات التي كانت تجوب الشوارع، كما اختفت القبعات من على رؤوس الأطفال والشباب، والتي كانت تؤشر على مرور التكتل من ذلك المكان.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19546

العدد 19546

السبت 17 أوث 2024
العدد 19545

العدد 19545

الخميس 15 أوث 2024
العدد 19544

العدد 19544

الأربعاء 14 أوث 2024
العدد 19543

العدد 19543

الثلاثاء 13 أوث 2024