في حين تستمتع العائلات الجزائرية بالصيف والعطلة، البحر والاستجمام أو الحفلات والأعراس تعاني أخرى من مشكل العيش في بناية هشة قد تنهار في أية وهلة فوق رؤوسهم معلقة بأمل غد أفضل ووعود من السلطات المحلية بالتكفل بوضعيتهم التي هي باقية على حالها منذ الأزل.
هي مأساة 4 عائلات تقطن في بناية آيلة للسقوط منذ 2011 الكائنة بشارع بن دايج شيخ رقم 02 حي بابا علي بولاية معسكر والتي برقم 02 ب 36 والبناية أصدرت فيها البلدية، استنادا إلى تقارير مصالح المراقبة التقنية للبنايات قرارا بالإخلاء والهدم، منذ شهر فيفري 2014، دون تسوية وضعية العائلات المقيمة هناك، والتي تعيش اليوم في بيوت متآكلة جدرانها، تنخرها الرطوبة والغبار وتتساقط أشلاؤها وأسقفها مهددة بذلك صحة وحياة السكان.
«أصبحنا نتقاسم المكان مع الجرذان والحشرات والأفاعي»، تقول السيدة حفيظة بن حيداس 36 سنة أم لأربعة أطفال أكبرهم لم يتعد سن العاشرة-». تضيف متنهدة لـ «الشعب»: «نعيش في قلق دائم من أن يسقط سقف أو حجر أو يهوي حائط على أحد الأطفال، أو تلدغه حية أو جرذ».
تأسفت حفيظة كثيرا للوضع الرهيب التي تعيشه هي والعائلات التي تتقاسم المرافق العمومية كون البناية تعود الى العهد الاستعماري وهي من الطراز المعروف في معسكر بالعامية «بالبزار «. وهي عبارة عن دور مبنية بالحجارة ذات طابق سفلي وعلوي يتوسط قلبها فناء يحتوي على حنفية ماء ومرحاض مشترك.
تتوقف السيدة وكأنها تختار العبارات الاكثر دقة وتعبيرا عن الماساة والهول قائلة: «انهار جزء كبير من السلم المؤدي الى الطابق العلوي إلى جانب الرواق المؤدي بدوره الى الغرف العلوية، والتي تسكن اليوم إحداها جارتنا البالغة من العمر 86 سنة والتي تجد صعوبة في الوصول إلى بيتها، إذ تضطر أن تصعد السلم على ركبتيها خوفا من السقوط».
رغم المعاناة والجرح والألم لا زالت السيدة حفيظة تعلق الامال على التكفل بانشغالها، قائلة موجهة نداءها بحرقة لسان: «نناشد اليوم سلطات الولاية وعلى رأسهم الوالي التعجيل بتطبيق الوعود التي أعطاها لنا بمنحنا سكنات لائقة وإنقاذنا من الخطر المحدق الذي يهدد حياتنا وحياة أبنائنا في كل دقيقة وثانية».
