كشف حميد قصيبة مدير الموارد المائية بجيجل عن قرب انطلاق عملية ملء سد تابلوط بالمياه، كون العملية مرتبطة بالأشغال الجارية على مستوى حوض السد، والخاصة بإنجاز المنشآت الفنية، والمتعلقة بالطريق الوطني رقم 77، ومنفذ الطريق الرابط بين ميناء جن جن، ومدينة العلمة بولاية سطيف، مؤكدا في سياق ذاته، حرص القطاع على المتابعة الدائمة والدقيقة لهذه الأشغال، ومدى التزام مقاولات الإنجاز بالآجال المحددة، مشيرا إلى أن «سد تابلوط جاهز سيبدأ في عملية الملء، في انتظار انتهاء أشغال تحويل الطريق الوطني رقم 77، لأن أشغال انجاز الجسر يتم بداخل حوض السد، وفور الانتهاء من الإنجاز شرع في ملء السد بالمياه تدريجيا، ومن المفروض هذه الصائفة تكون الأشغال قد انتهت».
من جهة أخرى، أكّد مدير الموارد المائية بلوغ مشروع تزويد بلدية تاكسنة بالمياه الصالحة للشرب، انطلاقا من سد العقرم، الذي سعته تصل الى 34 مليون متر مكعب يموّل منطقة الطاهير والبلديات المجاورة لها، مرحلة متقدمة من الإنجاز، حيث من المنتظر استلام المشروع، خلال الأشهر القليلة القادمة، لتزويد سكان بلدية تاكسنة بالمياه الشروب، انطلاقا من سد العقرم، موضحا «خصوصا وانه تم الانتهاء من وضع القنوات وربطها بمحطات الضخ بسد العقرم، وخلال الصائفة المقبلة سنتمكن من تدعيم بلدية تاكسنة بمياه الشروب».
كما كشف والي الولاية خلال زيارة التفقد والمعاينة لبلدية سيدي معروف، عن تخصيص 913 مليار سنتيم لتزويد سكان 06 بلديات بالمياه الصالحة للشرب، انطلاقا من سد بوسيابة، وإعطاء الأولوية في المرحلة هذه لسكان بلديتي الميلية، وسطارة، وباقي البلديات المتمثلة في غبالة، سيدي معروف، اولاد يحي خدروش، والعنصر، بعد تخصيص دراسة أخرى، ستنجز في الوقت القريب، لتزويدهم بالمياه الصالحة للشرب.
من المتوقّع أن يكون سد تابلوط من بين أهم المنشآت المائية في البلاد من حيث قدرة الاستيعاب هذه، بسعة تخزين تصل إلى 294 مليون متر مكعب حجم تحويل يقدر بـ 189 مليون متر مكعب من المياه نحو سد ذراع الديس بالقرب من العلمة ولاية سطيف من أجل سقي حوالي 20 ألف هكتار وتموين 16 بلدية بهذه الولاية بمياه الشرب إضافة إلى 4 بلديات أخرى بولاية جيجل (جيملة، بني ياجيس، تاكسانة، ووجانة)، وهو ما يعادل تموين ما مجموعه 1 مليون نسمة.
ويمتاز سد تابلوط بخاصية كونه أحد السدود النادرة المصممة بالخرسانة المدكوكة مع جانب مقوس وذلك من أجل مقاومة الزلازل، حيث تم إعداد الخرسانة المدكوكة بحجارة تم إعدادها بعين المكان مع طمي وادي جن جن الذي بني عليه السد، وتعد هذه المنشأة المائية التي تعتبر الخامسة وطنيا من حيث سعة التخزين حلقة هامة في النظام «الشرقي» لتحويل المياه نحو الهضاب العليا، موضحا بأن هذا النظام يشمل 42 كلم من القنوات بأقطار مختلفة إضافة إلى عدة منشآت وتجهيزات وسيطة منها رواق.
للإشارة، تعرف جيجل بطابعها الغابي الكثيف الدائم الاخضرار، بسبب تهاطل كميات كبيرة من الأمطار مقارنة بالعديد من مناطق الوطن، حيث تتراوح كمياتها من 800 إلى 1200، و1800 ملم في بعض الأحيان، ما جعلها تمتاز بمنسوب مائي وشبكة مائية كثيفة، ويتعلق الأمر بـتوفرها على 20 واديا و74 مليون متر مكعب من المياه الجوفية سنويا، وأزيد من 59 مليون متر مكعب يمكن استغلالها، في حين تقدر المياه الصالحة للشرب بـ 48 مليون متر مكعب، ومياه السقي بـ 22 مليون متر مكعب سنويا، إضافة إلى توفر جيجل على عشرات الحواجز المائية، مما جعل الولاية خزانا مائيا بالنسبة لمناطق شرق البلاد، سيما بإنجاز شبكة من السدود عبر تراب الولاية، التي بلغت حاليا 05 سدود من شأنها أن توفر طاقة تخزين إجمالية تزيد عن 400 مليون متر مكعب.