يتأرجح المشهد في المغرب بين خطاب «الدعم الاجتماعي» وواقع جيوب منهكة بفعل لهيب الأسعار، ويبدو أن حكومة عزيز أخنوش اختارت أن تقدّم للمواطنين المغاربة «هدية» عيد العمال بطابع ملتهب: زيادة جديدة في سعر أسطوانات الغاز، وكأنها تقول لذوي الدخل المحدود إن زمن الرفق قد ولّى.
وبينما ترتفع الأصوات من داخل المعارضة للتحذير مما وصف بالاستفزاز الممنهج، تصرّ السلطة التنفيذية على المضي في «إصلاح» قد يكون مكلفاً اجتماعياً، خاصة في ظل انعدام مؤشرات حقيقية على ضبط السوق أو كبح جماح المضاربين. فهل تحولت المناسبات الوطنية والدينية إلى فرص مفضلة لتمرير القرارات غير الشعبية؟ وهل يملك المواطن المغربي فعلاً ترف انتظار وعدٍ بالدعم، مقابل واقع يتآكل فيه العيش الكريم يوماً بعد يوم؟ سؤال يتردد على أكثر من لسان.
ففي خضم موجة الأسعار المرتفعة التي أغرقت جيوب المغاربة بعد أن طالت جميع المواد الاستهلاكية الأساسية وحتى غير الأساسية، تسير الحكومة نحو الزيادة مرة ثانية في سعر أسطوانات الغاز.
الأمين العام لحزب «الحركة الشعبية» المعارض، محمد أوزين، وصف الزيادة بـ «استفزاز» للمواطنين و» هدية عيد العمال» التي تنتظر المغاربة بعد فاتح ماي.
وجواباً على سؤال ارتفاع الأسعار بشكل عام، أبرز معارضون أن ذلك يؤثر على المواطن، «حتى صرنا نرى أبسط ضروريات العيش الكريم أصبحت صعبة المنال».
والجدير بالذكر أن الحكومة المخزنية كانت قد ربطت بين رفع سعر (أسطوانة الغاز) بحصول الأسر الهشة والفقيرة على الدعم الاجتماعي المباشر.
لكن استمرار ارتفاع المواد الأساسية جعل الشعب المغربي متذمرا من سياسة الحكومة التي تأخذ باليد الأسرى ما تمنحه باليمنى.