نظرت إلى سجادي الطويل الذي عبرته كله حطامات الزمن وانكساراتي المتتالية وخيانات البشر كان يشبه شريط فيلم طويل بل قصة حياتي
بحلوها ومرها لكن لم تبددني اية عاصفة فكنت ألملم حطامي لأكون تلك المرأة الصلبة لا تنهار في كل سقطة أقوم كالمارد لأغيض من يعتقدون أنهم أعدائي لأبتسم في وجوههم وأقول أحبكم.
أيها الذين تظنون أنني تحطمت لا لن يحدث هذا. شيء واحد آلمني هورحيلك يا أمي حتى أنت يا أمي خائنة.
أتذكر أنك وعدتني في صغري انك ستعلمينني فنون الكفاح من اجل أحلامي ومحاربة الفشل عند بلوغي سن السابع عشر، فهل استسلمت ؟ وأين أنت ؟ وأين كلامك الرنان يا بلسم جروحي وجبيرة كسوري.
ها قد بلغت الثامنة عشر وأغلقت أبواب طيشي دونك واليوم افتح أبواب الحياة بمفردي لقد نلت الشهادة بأعلى معدل فلم ينتظرني أحد بباب المنزل ليمسح دموع الفرح من على وجنتاي ويحضنني ليقول لي «أحبك أيتها المجتهدة «. ها أنا تخرجت ثم تزوجت وأصبحت أما، لكن أنت لم تكوني معي ولم تسأليني عن أحلامي البسيطة، هل شبعت أوجعت في ليالي الشتاء الباردة.
أنت خائنة يا أمي لقد وعدتني أن ترينني عروسا تزف إلى بيتها، وعدتني أن تعلمينني تربية أطفالي وتصنعين من شعر بناتي جدائل كجدائلي الذهبية. إني لا أراك لكن أتذكرك يا أماه كل يوم أثناء خلودي للنوم، أبكي وأبكي...لكن لا أحد يسمعني قد اعتدت منذ أن تخليت عني أن أتناثر بين حواف وسادتي وأحكي للقمر المطل من نافذة غرفتي كل أسراري، فهوعلى الأقل سيحتفظ بها ولن يفشيها لهؤلاء البشر.
أيها القدر قد سرقت مني ذاك الصدر الحنون الذي مهما أخطأت يسامحني ومهما أذنبت يغفر لي. أتذكرك يا نور قلبي، في كل وهلة، فابنتي تسألني كل ليلة، أين جدتي، ومديري قال لي بوركت من ربتك وإحدى العجائز تبكيني حينا تقول إنني أشبهك، أمي لماذا تركتني؟ فأنا محتاجة لك، أريد أن تكون لي أم ككل صديقاتي، احكي وأشكو لها همي وأفضفض لها واحملها جزءا بسيطا من وجعي، تركتني حقا لكن غيابك وصمتك جعلتني امرأة قوية. أحبك يا أمي رغم خيانتك.