«الله يحب عبده فهو يحميه ويرزقه ويهديه إلى طريق الخير ويسمعه أينما كان». هذا ما أخبرتنا به الآنسة، ثم أضافت: هل فهمتم الدرس ؟
أجاب الجميع بصوت واحد: نعم فهمنا. رفعت يدي، أنا الفتى الأقصر بالصف الذي يجلس على محفظته ليصل إلى مستوى الطاولة وفي الغالب أكمل الحصة واقفا. في السنتين الأخيرتين لم يكن لي اهتمام إن رفعت يدي لأسأل أولأجيب أولأطلب الخروج . لسبب واحد لم تكن لدي موهبة متميزة أولنقل لم يكتشفوا موهبتي بعد. أما الآن...نعم يوسف الرائع تفضل هل من سؤال ؟
فتى بعمر الثماني سنوات يملك موهبة الكتابة ويجيد اختيار الكلمات، تعابيره ملفتة وساحرة، أنيق الإحساس .. هذا ما تم تدوينه في سيرتي الشخصية بالمدرسة.
آنستي إني وبصدق قد فهمت الجزء الأول من حديثك الملفت واستغربت في قولك: إن الله يسمعني أين ما كنت، كيف بإمكان الله أن يسمعني أنا لم أراه يفعل ذلك أبدا تعالت ضحكات زملائي ... حتى سجى الفتاة الخجولة ضحكت باستهزاء من سؤالي. أظن أنهم بقدر أكبر من تحضيري للدرس. انتظرت إجابة من الآنسة لكنها قالت لي: حين تكبر ستفهم.
لم تكن بالنسبة لي إجابة مقنعة لم تكن إجابة أبدا. ظل السؤال يشغل عقلي الصغير عدم مقدرة معلمتي الإجابة عنه يعني أنه أكبر من عقلها. في تلك الليلة أحضرت دفترا صغيرا كتبت على رأس صفحته أسئلة مضحكة وقررت أن اكتب كل سؤال يخطر ببالي. قلبت الورقة ودونت: كيف يسمعني الله ؟
في اليوم التالي اقتربت مني وقالت: بالدعاء وعند الصلاة يسمعك إنهما خيط اتصال بين قلبك وبين الله.