خلوة مع قلبي

وحيدة رجيمي «ميرا»

وأنا أجلس معي..
لا أحد معي إلا إيايَ..
أحدث قلبي عني..
يستبد بي الذي يحملني في قلبه ويتجول..
عرفني منذ صبايا وما التقينا..
وكم التقينا روحيا..
جاء في أحاديث السيرة.. أنه يحدث الناس عني.. بكل فخر.. بمنتهى الحب.. فيتسلل شيء من الزهو إلى نفسي..
لأنني عزيزة على قلبه..
آه... كم أنا جميلة في وصفه..
وكم أصبحت أُحِبُني كلما تحدث عني.. وعني يغني..
وبي لنفسه يمني..
آه .. تحت إلحاح من نبض قلبي رحت أفتش عنه.. كأنني أفتش عني فيه..
يدفعني شيء يسمونه فضولا..
وأسميه لهفة..
عندما يستبد بك ذلك الذي يسميه من به مس من الحب..
سألتُني بحياء عذري.. تراه يحبني..؟   
فكيف شد قلبه رحاله وفي قلبي حط رحله كل شيء ممكن..!!!
آه.. لو.. ولو.. نادى المنادى ..
يا بعيد الدار عن عيني وفي قلبي قريب..
إحساسه الجامح والمتدفق نابضا بي..
يهز كياني.. ويحببني في كل ما يحب..
يحببني فيَ.. وما كنت يوما منتبهة لي..   
وما أدركت معزة إلا يوم رأيتُني بعيونه.. يحببني فيه أكثر..
قلتُ لي أسألُني.. هل لي بسؤال..؟؟ متى أحبني لهذه الدرجة.. ؟؟   
متى أصبح روحي ومنتهى بوحي..
رد قلبي علي..َ بصوت خافت.. كله حياء..
يبدو أنني بدأت أستجيب لجلسات النبض..
قالها القلب وهو يتحلى بشيء من الجرأة.. يبدو أن الثلج ذاب.. وبان مرج الأحاسيس.. بان..   
فهل تكون النجدة والنجاة كما عرفت عنك..
إنني أحسبك.. الجودي الذي سيرسو عليه زورقي وكل الأماني..
لذلك فقد بحت لك بسري وأعطيتك الأمان.. لهف نفسي عليَ.. 
أ بي طيش وهوى .. أم لفحة هواء.. لا لا.. أينك ..
أ تراني سلمتك سهما لترميني به..؟؟
فإن الشوق إليك أدماني.. حسبتك من طين ثاني ومن معدن ثاني.. لا يعرف الصدأ..
حسبتك وما أظنني أخطأت بأنك بلسما سيداوي جراحي..  وربيعا سيعيد لي أفراحي.. ويكفكف دمع أحزاني .. عجيب أمرك.. غريب..  دعني أبتلع ريق الدهشة و الحيرة..
دعني أستفيق.. دعني أخرج من هذا المضيق...
ودعني.. دعني أراني كما أحب أن أراني..
خلوتي معي..
خلوتي مع قلبي.. أنت نبضه وهواه..  رغم أنني أعلم أن الطريق.. طويل وأن المسافـة أبْحُـرٌ.. وتـلال.. أعلم أن الزمان.. كفيل،   
وأن الحب حقيقة.. واللقاء خيال..
يا لهذه الحياة.. كم هي عجيبة غريبة.. كنت دوما أسأل نفسي.. أما زلت تراني الحسناء الفاتنة كما رأيتني.. وأنا أجافي كل ما حولي.. أدير بظهري للحياة.. كنت قاب خطوتين من البحر..
تهدهدني النسمات..
و.. تقويني الأمنيات.. تدفيني الشمس بجدائلها الذهبية.. وكأنها.. تطرز ثوب فرحنا الآتي.. وتنسج بخيوطها المشعة ضياء الوشاح الأبيض..
أمسك كفك..   
أاااه وأحدق في عينيك فأراني فيهما..   
بذلك البهاء.. جد جميلة.. أبهذا الحسن كله..   
تراني.. كما لو أنك مرآة العمر.. صورة وطيفا.. وأنت كنت الحلم فأصبحتَ اليقين.. إني قد تحررت بحبك من طقوس الجفاء والبعاد.. وما عدت التي كانت..
كم أنا.. يا كل الهناء والمنى.. أنا.. في غاية الاستعداد لالتقاط موجاتك.. يا أثير الروح.. واستقبال أمواجك العاتية.. عواصف البحر الهوجاء.. إنحنت مباركة حبي لك.. خلجان قلبي وخلجاته.. 
و.. كل نبضاته.. متماوجة.. متمايلة مع مد موجك.. وجزر احتضانك.. تمايل السنابل في الربيع.. مع صبا نسائم الصبابة والهوى..
ونحن.. أنت وأنا.. نجمع الأزهار.. تذكرني الأيام.. وقدوم الربيع والخطاطيف.. كان لنا ربيع العمر والحب.. يا منتصب القامة وأنت تراقص نبضي.. وتضيء دروب العمر.. أيها الساكن نبضي والمتجذر في قلبي.. تمضي سنون العمر... ويأتي خصب المشيب.. فأظل وتظل.. ويظل نبض الحب مدى الحياة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19625

العدد 19625

الإثنين 18 نوفمبر 2024