مهداة للشاعر الكبير العارف بالله قدّس الله سرّه سيدي يوسف الطويل
إِلَى مَ وَأَنْتِ صَامِتَةٌ أَفِيْقِي
كِلاَنَا فِيْ الهَوَى مِثْلُ الغَرِيْقِ
كِلاَنَا يَرْتَجِي قَلْباً صَدُوقاً
يُشَاطِرُهُ دُجىً شَطْرَ الطَّرِيْقِ
فَكَمْ تَمْضِيْنَ وَحْدَكِ فِيْ شُرُوْدٍ
بِدُونِ مَحَبَّةٍ وَبِلاَ رَفِيْقِ
وَهَا قَدْ حَذَّرُوكِ وِصَالَ قَلْبٍ
تَعَمَّدَهُ الهَوَى بِجَوَى وَضِيْقِ
فَقَدْ قَالُوا سَفَاهاً فَاحْذَرِيْهِ
بِمُنْعَطَفِ الطَّرِيْقِ وَبِالمَضِيْقِ
إِذَا مَا مَانَعُوكِ وِصَالَ قَلْبِي
ثِقِيْ إِنِّي عَلَى العَهْدِ الوَثِيْقِ
أَلاَ حُبٌّ يُبَاعُ فَأَشْتَرِيْهِ
لِقَوْمٍ كُلِّهُمْ غُبْنُ الصَّدِيْقِ
أُحِبُّكِ أَنْتِ لَوْلاَ عُرْفُ أَهْلِي
يَرَوْنَكِ لَسْتِ مِنْ نَسَبٍ عَرِيْقِ
وَسِحْرُ العُرْفِ دِيْنٌ فِيْ نُفُوْسٍ
رَمَاهَا الجَهْلُ فِيْ وَادٍ سَحِيْقِ
فَوَاكَبِدِي عَلَى قَلْبِي تَلَظَّى
بِنَارِ الشَّوْقِ فِيْ عُرْفٍ عَتِيْقٍ
أَضَاعَ عَلَى ضَلاَلَتِهِ وِدَادِي
وَلَمْ يَرْحَمْ مُنَى هَذَا العَشِيْقِ
فَآهٍ مَنْ لِقَلْبِي فِيْ هَوَاهُ
تَخَبَّطَهُ الدُّجَى مِثْلَ الصَفِيْقِ
أُعِيْذُكِ أَنْتِ مِنْ نَارِ الحَشَايَا
يُؤَجِّجُهَا النَّوَى حَتَّى الحَرِيْقِ
سَيَذْكُرُ حُبَّكِ المَنْشُودَ دَوْماً
لِسَانِي كُلَّمَا أَسْجَى بِرِيْقِي
فَصَبْراً فِيْ سَبِيْلِ الحُبِّ نَفْسِي
فِدَاكِ وَصَابِرِي إِنْ لَمْ تُطِيْقِي
أَرِيْقِي بِالهَوَى كَأْسَ الأَمَانِي
سُلاَفَتُهَا مَوَدَّتُنَا أَرِيْقِي
فَعُمْرِي قِصَّةٌ بَدَأَتْ بِحُبٍّ
طَوَتْهُ الرِّيْحِ كَالغُصْنِ الوَرِيْقِ
أُنَبْقَى بَلْ أَتَبْقَى أُمْنِيَاتِي
مُعَلَّقَةَ الرَّجَاءِ بِلاَ طَرِيْقِ
أَمَا بِيَدِيْكِ كَرْمُ هَوَايَ يَنْمُو
أَجَلْ كَمْ تَشْعُرِيْنَ بـِهِ أَفِيْقِي
خُلِقْنَا تَوْأَماً فِيْ الرُّوْحِ حَتَّى
تَعَنَّقَنَا الهَوَى كَأَخٍ شَقِيْقِ
فَيَا رَحْمَانُ حَبِّبْهُمْ إِلِيْهَا
فَإِنِّي فِيْ هَوَاهَا كَالغَرِيْقِ
بِجَاهِ المُصْطَفَى المُخْتَارِ أَشْفِي
فُؤَاداً فِيْ هَوَاهَا كَالصَّفِيْقِ