هناك..في مدينة السّلام
تسلّل ثعلب ماكر زنيم
وسط غابة من ظلام
في بزة فاشيّة
وكفّ نازيّة
وقبّعة حاخام
جاء ينقّب عن أساطير وأحلام
وعن هيكل سليمان
وحائط يذرف في عينيه
دموع التماسيح
ويفتّش عن وطن أسلافه
رآه في المنام
جدرانه من أشواك
وسقفه من آثام
كانت مدينة السلام
زهرة القرى والمدائن
على شفاه الأقحوان
ومعرج الفرح
قبل أن ترحل من ساحاتها
وأسطحها أسراب الحمام
وقبل أن تدنسها يد الحاخام
(أعينيّ جودا ولا تجمدا)
أبكيا على عرب الندى
أحرقوا خيامهم
وطلّقوا قوافيهم
ورموا سيوفهم المغمّدة في الرّماد
خلفهم والفدى
ركبوا قوافل الهاربين من الخلود
إلى مدن النفط والردى.