انتهى الدوام في الثانوية على الساعة الخامسة مساءً، وها هو يوم جديد يرحل من أيام الدراسة.
المحفظة مُرتّبة الأدوات والمئزر يوشك أن يُفتح هذا المئزر الأبيض الذي لم يفرق بين الطالب أو الأستاذ، وأنا هنا أطمح أن يكون هناك لباس خاص في كل مرحلة دراسية، فليس صعبا من الجهات المعنية أن تدرس هذا الموضوع، وأنا متأكّد أن الطالب سوف يزيد إنتاجه عندما يكون رسميا، وإلا فمئزر أبيض تارة مقطع الأطراف وتارة تحت اللباس فهذا ضد احترام عملية التعلم.
رنّ الجرس وأشار الأستاذ بالخروج ومنهم من يخرج قبل الوقت أساسا، الدراسة، ورغم أنّ لا أحد يُحبّها حتى المُجتهد إلا أنها عبارة عن حقيبة ذكريات سرعان ما تعود لفتحها واستنشاق عبق لحظاتها والكتابة عنها بل وتمني عودة تلك الأيام.
حسنا لديّ رغبة في اجتماع طارئ، ومستعجل للقاء كل زملائي في الثانوية، هذا شعور متبادل وأنا أراهن على ذلك.
يلفت نظري في طريق العودة ذكريات أخرى، ههه طبعا لا ننسى أيام المتوسطة هيا لنتذكّر قصة طريفة في عجالة، وهي أنّنا في حصة الرياضة كنت أنا شخصيا أمثل دور شخصية كرتونية من انمي «سلام دانك» كان الأمر يبدو مريحا لي خاصة عندما أتشارك الأدوار مع زميلاتي وزملائي، حيث ينادونني «حسان»، ومن لا يعرف حسان في جيلنا صاحب الزلات العديدة في كرة السلة والتألق نهاية المطاف.
ما هذا الجمال، الطيور عائدة لأوكارها، التلاميذ يملئون الطرقات وشمس المغيب قد زينت السماء، فكانت لوحة خرافية عندما امتزجت أشعتها بالغيوم، فشكّلت لنا لونا قرمزي يخطف العقول والأنظار لأشخاص يتأملون ويتفكرون في هذا الصنع البديع فهو سبحانه من خلق فأحسن خلقه فتبارك الله أحسن الخالقين.
دخلت مشارف حارتي وقد امتد ظلي على طول الشارع وكلي لهفة لقهوة المساء الدافئة في هذا الشتاء البارد، فلو كنت تقرأ كلامي وأنت لا تزال طالبا في الثانوية، فأنا أشد على يديك قائلا: لا تضيع يوما دون طلب المتعة فيه وتوثيق الصور مع زملائك لتكون يوما أجمل ذكرى.