يستبد بي هذا الفراغ المهيب
حتى أتيقّن أنّني ساعة حائط لم تتعلم تسويف الرغبات
وأنّ ابتسامات الخبث واعترافات السذاجة نزوات عابرة للنفوس
يغريني هذا الفراغ السرمدي في عيون لا ترونها أنتم ولا قبيلكم
يغريني التنابز بالأشعار المستقيمة التي فتقت الزهد
كأنّها خطايا تلك الأحزان الثكالى
التي طردناها من شقق القلب
ليحل محلها هذا الفراغ القاتم حد الليل
أعيدوا إليّ أحزاني
أعيدوها إليّ
للحزن رغبة أخيرة
أن ينتفض
وللموت رغبتان محدقتان
حبيب وشهيد على دين من يحب
والصمت دين على سبيل التعجب
أنبياؤه العصافير الرمادية والفراشات التي تئن
وعلى سبيل الصمت أيضا عيون تتنهّد الحيرة
يكذّبني الذين لم تتلون صفحات أرواحهم بألوان الحزن المعظم
يكذبني الذين لم يقرؤوا في حياتهم قصيدة حبلى بألم خديج
يكذبني الذين لا يفرقون بين عيون خاوية على أجفانها وعيون حفرها البؤس المذبب
وليت وجهي شطر عيونك أضعت قبلاتي
وليت وجهي شطر البحر فثقفت عيونك الخائنة تبالغ في إغواء موجة عذراء
فتشتهي حزنا طازجا من عناقيد القلب
نبيذ أحزان بلا طعم له رائحة الفراغ المعتق
غسلتني أحزاني بدمع وكحل
وفي التكبيرة الأولى سلمت
شيعت بعضها بين أضلاعي
ونثرت بعضها في عيوني ترابا بنكهة المطر ا