كبرت كثيرا يا أمي
كبرت
ولم يعد طعم البوظة في فمي لذيذا
ولم يعد طعم السكر أو الملح في فمي مختلفا
كبرت
ولم أعد أخاف من أعياد الميلاد
ولا من انطفاء الشموع
أو قصص الجن
وكلام الأئمة عن الجنة والنار
كبرت
ولم تصر يدي يختا
ولم أتعلم مرة كيف يصطادون سمكة
ولم أفكر يوما أن أفتح دكانا
كي أجيد الابتسام
كبرت ولم يطرق أحد بابي بالخطأ
ولم يبتسم لي شخص
في الشارع
مرة
على سبيل الصدقة
كبرت
فكذبت علي «مريم « و»يس»
ولم يخففا عني
الثقل
ولم يطلب مني أحدهم مرة
أن أسند ظهري إلى الجدار
دون أن أدفع الكلفة
كبرت
ولم يخبرني أحد:
أن الحياة فخ
وأن لا طريق هنا يؤدي إلى روما
وأن «كل شيء «
ابن عاهرة
ويرفض أن يمضي
كبرت
ولم يتذكر شاعر واحد
أن يعتصر حليب الأمومة في صدري
فيرتوي
أطفال الحرب
واليتامى
والمساكين
وعابري السبيل
وما ما ملكت أيمانهم
فيرثوني جميعهم
بقصيدة
ولو يتيمة
ولو يتيمة.
ثمة
تحت ظلال الحزن.