سأكتب آخر قصيدة من شعري
فقد وهن قلمي وجف حبري
سأضحّي بالشعر قربانا للعمر
فقد عشت دهرا وأنا لا أدري
أن الشعر لم يعد لغة العصر
سأطفف الوزن في تفعيلة البحر
وأغفل القافية في آخر السطر
سأهدم البيت من العجز إلى الصدر
سأبعثر الكلمات مثل حصى الحجر
سأهجر العروبة من البدو إلى الحضر
وأمحو كل قصائد المجد والفخر
فيا أيها الشعراء أنتم على شفا حفر
فإني لكم ناصح غير مضمر
بعد أن تجرعت مرارة الهجر فلم يبقى سوق عكاظ للذكر
ولا مجلس خليفة في سمر ولا عطاء سوى زكاة الفقر
ولا مقام لكم في نادي أو قصر ولا مكان لكم في مأدبة الشطار
إلا إذا غيّرتم سلعتكم من الأشعار إلى رواية الافك أو طلاسم السحر
أو إلى نخب حزب المكاء والتصفير
فلا دين ولا شرف ولا عرف ولا توقير
ونظمكم هراء مثل النباح على العير
وااسفاه يا شعر على هذا الضجر
وتقبل منّي عزائي وحزن اعتذاري