لو كان لدّي عين ثالثة

سيليا عيساوي

 

 

 

خلف رأسي
أو على جبيني
أو تحت سرتي
أو عند كعب قدمي
كنت سأكون ربما أكثر حنكة وحكمة
من أبي
أبي يقول: «نحن الكبار كمن يقود الطائرة
نرى كل شيء بوضوح
من علو شاهق
أما أنتم الصغار
فكأي سائق طاكسي طائش
لا يتأكد من الفرامل
و لا يحفظ قوانين المرور
وينسى دائما أن يثبت المرآة الأمامية»
العينان اللتان لم تبصرا النور يوما
لن تحفل بهما الظلمة
إن كانتا سليمتين
ما نفع الضفاف
 إن لم تصقلها مياه الأنهار
وما الجدوى من أوراق الشجر
إن لم تهززها الرياح
كيف يكون هنالك خط للوصول
إن لم نكن نعرف شيئا عن صفارة الانطلاق
وما حاجتنا للأقدام
إن لم نجرب يوما أن نسير على المنحدر
ما الغرض من شموخ الجبال
إن لم نجرب أن نحدق فيها يوما من «التحت»
وما الذي يجعل من السماء عظيمة
لولا أنها لم تكن عن الأصابع بعيدة
قولوا لأبي
كيف أضيع الطريق
كيف أجد الطريق
وأنا التي صفدت خطاي
قولوا للأشجار
قولوا للأنهار
قولوا للعصافير
قولوا للطرقات
قولوا لفقاعات الصابون
قولوا للعشاق
قولوا لبالونات الأعياد
قولوا للطائرات الورقية
لم تجمعنا الصدفة يوما
لكنني كنت دائما من بعيد
-بخطى مصفدة-
أتعلم منكم السفر.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024