هل تَذكرينَ لقاءنَا وتَصرُّفِي
يومَ الْتقَينَا صُدفةً في الموقفِ
وَحَمْلتُ عَنكِ حَقيبةً مُتَودِّدًا
وجَلستِ خلفَ السائقِ المُتعجرِفِ
قد كان ينظرُ للطَّريقِ وتارةً
يتأمَّلُ المِرآة كلّ توقُّفِ
حتّى الذي قَطعَ التذاكِرَ عينهُ
لعِبتْ كعين السارقِ المُتخَوفِ
وكذَا السَّتائرُ والنوافذُ رحَّبتْ
ومَعَ الكَراسي قِصَّةٌ إنْ تعرفِي
صَاحتْ تُنادي ها هُنا فلتَجلسي
وكأنّها كانتْ تترجِمُ أحرُفي
وأنا أفكِّرُ في الطريقِ بحيلةٍ
أبدي لكِ الإعجابَ دُونَ تكَلُّفِ
فقرأت عن سِحرِ العيونِ قصيدةً
أبديتُ فيها حُرقةً بتلهُفِ
أخفيتُ عمدًا سَاعتِي مُتَسائلاً
كم قد مضى من وقتنا لم أعرفِ!
فالوقتُ مرَّ بسُرعةٍ مَجنونةٍ
وعقارِبُ السّاعات كادَتْ تَختفي
ونَسيتُ فِعلا أينَ كنتُ مُسافراً
فمشاعري لمْ تَبْق تحتَ تَصَرُّفي
ما كُنتُ أعرفُ أن صَوتكِ نغمةٌ
ستِذيبُ قلبي في شِفاهِ المَعْزِفِ
وبأنّ حبَّك كالكمينِ مُجَهزٌ
وبأن حُسنكِ يا بُنيةُ مُتلفي
ولقد أخذتِ القلب عند فراقنا
ونسيت إنعاشَ الجريحِ المُنزفِ