زَمَــــنٌ أَجـــادَ بِحُـــزْنِنــا التَّـرْتيـــلا
أَعْيــا الْمَجـــازَ وأَرْهَــــقَ التَّــأْويــلا
وَجَـــعٌ يَمُــدُّ عَلــى الْقَـوافــي ظِلَّــهُ
والْحَـــرْفُ أضْحـى مُتْعَبـًـا ونَحِيــلا
مـا بَيْـنَ صَمْتي واشْتِعـالِ دَفاتِري
آهٍ تُـحـيــلُ قَـصـيــدَتـــي قِنْــديـــلا
وتُضـيءُ دَرْبَ الْمُتْعَبيـنَ ..تَشُقُّ قَلْــبَ
الصُّبْحِ كَيْ تَهَبَ الْقُلـوبَ دَليــلا
هــذا الـزَّمــانُ تَبَــدَّلَـــتْ أَحْـــوالُــهُ
وغَــدا نَعيــقُ الْفـاسِـــدينَ صَهيــلا
وَجْــهُ الْحَقيقَــةِ أظْلَمَــتْ أَرْجـــاؤُهُ
وفَـــمُ الْعَــدالـةِ أَتْـقَـــنَ التَّضْليـــلا
الـرّافِعـــونَ بِكُــلِّ زَيْــفٍ مَجْــدَهُــمْ
أَخَـذوا السَّفاهَةَ في الدُّروبِ خَليلا
والْقابِعــونَ عَلَـى كَــراسـي جَهْلِهِـمْ
أَلِفــوا النِّفــاقَ وأَدْمَنــوا التَّطْبيـــلا
(وإذا أُصيــبَ الْقَــوْمُ في أَخْلاقِهِـــمْ
فأَقِــمْ عَلَيْهِـــمْ مَأْتَـمــًــا وَعَــويــــلا)
إنّ النُّفــــوسَ بِعِــزِّهــــا تَحْيـــا ولا
يَرْضــى الْأَصيــلُ بِأَنْ يَعيـشَ ذَليـلا
فابْكِ الرُّجـولَةَ لَـوْ حَنَـتْ رَأْسًـا وَما
عَـرِفَـتْ إِلــى ســاحِ الْإِبــاءِ سَبيــلا
والْقُبْــحُ فِــي الْأَخْــلاقِ فَقْــرٌ إنَّمــا
بالْمــالِ لَــنْ تَجِـــدَ الْجَمــالَ بَديــلا
بالْخَيْــــرِ تَفْتَـــحُ للسَّعــــادةِ جَنَّـــةً
وتَمُـــدُّ فــي أَرْضِ الْمَــــوَدَّةِ نِيــــلا
والشَّــرُّ لَــوْ يَعْلــو عَلَـى هــامِ الـدُّنا
يَبْقَــى بِعَيْـــنِ الصّالِحيـــنَ ضَئِيـــلا
بالْحُــبِّ والْخُلُــقِ الْحَميــدِ وبالتُّقى
سَيَــظَلُّ مِيـــزانُ الْعِبــــادِ ثَقيـــــلا