عصافيرُ تَنْقُرُ هذا الرّأسَ
كأنَّ العالَمَ عُشِّي
هناكَ بين فصوصي
تسقطُ دمعةٌ، يَلُفُّني عِقدٌ من هوى
فَأُطَوِّقُ حزني
بينما روحي تسأل:
«من أيِّ نَجْمٍ سقطنا
نحنُ الإثنين كيْ نلتقي؟»
البيتُ الذي يتعانقُ فيه ظلَّانا،
رأيتُهُ بالأمسِ يرفَعُ رأسَهُ
لتنسجَ العناكبُ
أشواقَهَا.
**
أغلقتُ حقائبِي على شهوتِي،
لا قميصَ ليُوسف.
**
أعرفُ أنَّ هواكَ ذنبٌ
لكنِّي أطلب الشّفاعةَ، لأعودَ
«لا ترجعْ إلى ذكرِ الذنبِ، فتذنب بالرجوعْ».
**
كلُّنا بوجهين
أمَّا الرُّوحُ
فليستْ ثالثًا.
**
أعيشُ السَّفرَ مرةً،
يَعيشُني اغترابُ الأزمنةِ مرّتين،
مرّةً عند نزولي ذاتين،
ومرّةً عند انقسامِ الذاتِ
نصفين.
**
يا غربةَ الرُّوحِ، لِمَنْ أَرُوحْ؟
تعبتْ يدايَ من الحَفْرِ في الماءِ
وتعبَ الماءُ، من كفِّي ومن وَشْمِي
يا غُربةَ الرُّوحِ، لمن أَرُوحْ؟
وكُلُّ ما لي، ليسَ لي
بعضٌ لاغتسالِ الروحِ بالذنبِ
وبعضٌ لانفجاري
وقتَ البَوْحْ.
أبكاني الشّاهدُ الذي على قبورِكم،
أسماؤكم مُحيتْ
من طول انتظارْ.
أنا أوطانٌ، يدخلونها من أسقفِ الكلماتْ..
فلماذا لا يغازلون رُّوحي بما تشتهيهْ؟