رأيتُ المجدَ بين الخلـق يَبكينـي
وكأسا مُترعـا بالسـمِّ يسقينـي
نفضتُ الكأسَ في عز وفي شمـم
أنا يا مجدُ لا (تنسـى) فلسطينـي
أنا لو شُققتْ شفتـايَ مـن ظمـأ
فلسطينُ التي في القلب تروينـي
فلا والله مـا خـارت عزائمُنـا
ولكن طعنةٌ في النّفـس تدمينـي
أتاني يومها الجلادُ فـي صلـفٍ
بنار الظّلـم والأحقـاد يكوينـي
قذفتُ السّوطَ في عينيه وانطلقـتْ
خيولُ المجد مِنْ صدري لحطيني
أنا لو متُّ بين النّاس تعصفُ بي
رياحُ القدس كالأعصار تحيينـي
جذوري في تراب الأرض ضاربةٌ
أنا في المسجد الأقصى شرايينـي
فلسطينُ التي في الرّوح قد سَكنتْ
ستبقى شعلةً في التيـه تهدينـي
فلسطيني ولو مَزقتمـو جسـدي
فلسطينـي بتركيبـي وتكوينـي
جيوشُ الكون لا تمحو ملامحَنـا
ولا التغريبُ والتشريـدُ يُنسينـي
من الأقصى دماءُ الثـأر لاهبـةٌ
ومن - إيلات - حتى أرض سخنيـن
هناك الطفـلُ للأكـوان يعلنهـا
ويُعلي رايـة الأسـلام والديـن
أنا لو أخرسوا الرّشاشَ في كفـي
بأسنانـي أقاتلـهـم وسكيـنـي
حروفُ العمر في قلبـي أخبئهـا
حروفٌ ستة لو ضِعتُ تحميني
بفاء قبل حـرف الـلام والسيـن
وياء بين حرف الطـاء والنـون
ستلقى لو شققتَ الصدرَ عن قلبي
على الجنبين محفورا فلسطينـي