أجملُ الشّهورِ آبْ
حيثُ تغطسُ القُبلةُ في النّهرِ ليغتسِلَ الماء
حيثُ تتعلّمُ الشّمسُ الغِناءَ
وتُقامُ أعراسُ الحِجارةْ
أجملُ الشّهورِ آبُ الذي يُعمِّدُ الأحاجي
ويوزّعُ أسماءَ المواويل
ألقي عليهِ التّحيّةَ من ليلةٍ مشحونةٍ بالفِلِزّاتِ العاطِلة
وأقولُ ما يُشبِهُ العَويِلَ
لفِراقٍ ما، يرتدي أغصانا على أُهبَةِ التّداعي
لحِداد الملابس، لحِداد الأوراقِ
لموتٍ وشيك..موتٍ ما!
أجملُ الشّهورِ آبُ الذي يُعطي الأرجُلَ لأصابِعي
فثمّةَ ما يعيشُ هُنا على مدارِ الوقتِ: «لوحةُ المفاتيح»،
أجملُ ما يُمكنُ أن تحمِلَ الطّيورُ معها
مِن حقائبِ الهواءِ،
آخرُ من ترسمُ النّظراتُ على زُجاجِ الهاتِفِ
آخرُ ظهور فِكرةِ العناق
آخر مُلصقاتِ الشّغب، والعشقِ المحارَبِ بالكهرباءِ
آخِرُ الأخطاء الإلكترونيّةِ في دَمِ المسافَةِ
التي..
التي...
التي لن تُصلِحها خطوةٌ نحوَ الخلفِ
أجملُ «حُبّي» قُلتَها في وريدي في آخرِ ليلةِ حُبّ
إهداءً لوجهِكَ في محرقةِ الأملْ.
مساءُ النّدم الذي يترأسُ مائدةَ الاشتهاء
واسمِكَ في أغنيةٍ عارضيّة تنعي جُنديّا شيعيّا
مِن شهداءِ حِزبِ اللّه،
فلا صُدفَ في طقوسِ السّقوطِ نحوَ ناصيةِ اللّا انتظار
«أوَتَدري؟»
المعنى الواهبُ نفسَهُ من شُعَبِ الأحاديثِ
ليسَ جُزافا في خِطابِ امرأةٍ تمشي على تثريبٍ
ومساءُ الضّوءِ الذي يتسلّلُ في سكوتِكَ لترى قصيدتي
وهي تُقفِلُ البابَ للأبَد.
أجملُ الشّهورِ آبُ حيثُ لم أغلِق أبدا فمي
عن ترديد الضّحكاتِ بالفرحِ النّقيِّ، وبراءةِ الأطفال..
فمساءُ الطُّحلُبِ الذي رمّمَ أقدامَ اليتامى
حينَ استوطنَ الزُّجاجُ قنواتِ المياهِ عند الأرصِفة
حيثُ طُفولةُ المعنى، قبلَ أن تحتلِمَ العناوينُ
وتتجبّرَ في النُّصوص
قبل أن تتزوَّجَ دُميةُ القشِّ بقصبةِ الجزّار
ويُرقَّعَ البغريرُ بالإسمنتِ، وتُقفَلَ الأبوابُ على أصابِعِ العدِّ التّنازُلي
مساءُ العَشَرَةِ التي انتهَتْ في قطرة دمٍ على التُّبان
وأدخلَت كلَّ فتياتِ الحيِّ إلى قبرِ الدُّنيا
وبقيَتْ وحدَها «لونجة» تلعبُ دورَ السُّلطانِ وتزُفُّ نفسَها
لتُمطِرَ السّماءُ وتعودَ المَراهِمُ إلى الشّارِعِ
تُرمِّمُ الضّياعَ نحوَ العتبات..
والآن حبيبي، أقفزُ على استعاراتِ الحِبالِ
وجسدي المكنّى في قالَبِ الإنسانِ
بمشقّةٍ إنسان..
بمشقّةٍ أحاولُني في جثّةٍ لن تنفعَ سمادًا حتّى للصّبار
وأراهن بما تبقّى على عودتِنا معا
كأنَّ في ساعةِ الصِّفرِ سِحرا يجعلُ الدّنيا آبْ
أو يحذفَ شهرًا
من رُزنامةِ خُططِكَ للغيابْ.