رأي ولوحة فنية

فقدان

بلجيلالي أحلام

بعض الأحيان يكفي أن تجلس وتشاهد العمل الفني أيا كان لوحات رسم، منحوتات خشبية قطع الموزاييك (الفسيفساء)، بيت شعري، نص يخيل لك أنه جزء منك تتفقد كل هذه التفاصيل وبكل هدوء ثم ستجد أنك اكتفيت أو سيزيد إعجابك ليظهر أمامك خياران إما أن تدير أو تأخذ العمل الفني معك الأمر أشبه بالتأمل أو إطالة النظر بهدف الدراسة أو أن تتقمص الدور الموجود على الخشبة لتصل إلى ملاحظات ثم نقاط، وهنا لن تحتاج لفهم أكثر من ذلك ولا حتى بتعليق أو استنتاج أو رأي لأنك وصلت إلى درجة أسمى، وهي الرؤية من ذلك الجانب أو ما أسميه مرحلة التقمص، الرسم، الكتاب، التمثيل، العزف، الغناء، النحت.
كلها فن ومن امتهنوها فنانون وتختلف الأعمال الفنية من بلد لآخر، ولكن يبقى من بين الآلاف من الأعمال بعض منها صامداً عبر الأجيال لسبب، عفواً ليس لسبب فعندما نتكلم عن الفن يجب أن نقول لسحر ما وليس لسبب ما، القدرة التي تجعلك تقف بفم مفتوح وأنت تنظر إلى لوحة حتى أنك لا تعرف اسمها ونوعها والمقطع الذي يجعلك تسمعه لمرات بحزن بغرابة بحب بألم، الممثل الذي يجعلك تصفق له ضاحكاً باكياً مبتسماً، والقطعة الفنية المنحوتة بتفاصيل يعجز العقل استيعابها وحتى القلب في حيرة من تقليبها.
أما عن النص أو الشعر يجعلك تقول إنه يترجم صرخة روحي وتدوين أفكاري ووصف إحساسي لينتهي بك القول قال ما كنت أريد، وقد يصل بك الأمر لأكثر من هذا إلى أن يعرفك هو ترجمة روحك ماذا تريد، أن يوصل الفنان معنى فنّه للمتلقي ويلامس قلب الشخص ليؤثر على عقله، هنيئا لكل فنان استطاع إيصال رسالته ليبلغ درجة التأثير ليُمتع غيره بجمال أنامله.
والأفضل منهم من يجعلك في حيرة من تفاصيل عمله الخيالي حيث يصعب عليك فهم تعلقك بين جمال واستغراب هنا وصل الفنان لأسمى الدرجات، وهي سحر المتلقي وأسره وما أجمله من أسر.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024