في تلك السّاعة
وأمّي تمزّق سكون ساعات الفجر الأولى
كنتُ سأولد نبيا
ولأنّ شيئا ما تغير
وقد ضيّعت المركب والريح
وعكازي..وسحنة الانتظار
سَمّتني أمّي (صابر)
نشأت لا أشبه الطمأنينة
ولا استنكه الزمن الواحد
أحمل الصّحراء في صدري العاري
منذورا..للنّخيل وللشّموس الباسطة أكفها
متوجّسا من السلطعونات
والعناكب الطّويلة القوائم
وأشباح اليقظة
شبيها بي..
بِحيرة أسرى حرب لا شأن لهم بها
بالشك المشمّر ساقه
بالرّيبة التي في نواصي اليقين
بالتّحليق الدائم
منذ رحيل الأنبياء
وامتناع النّملة عن الكلام
والهدهد عن الوشاية
تعلّمت من أخطاء الضحايا
وصبر النّازحين إلى العذوبة
من عشاء الغرباء
والانحرافات المباغتة
ونبتة البرسيم المصفرة عطشا
من كتب الرعاة
وسير قطاع الطرق النائية
وتوبة القراصنة العتاة
كان بوسعي
تقديم خجلي للعاصفة
وانكساري لعصفور سئم الهجرة
إلاّ أنّني نسيت ذاكرتي
في مضيق التأمل
وعيني داخل الثقب الوحيد
المطل على الخارج
تعلّمت من البحارة الذين لا يعودون أبدا
والمسافر الذي ضلّ الطّريق
والفكرة التي نفضت يدها من المحاججة
قبل الزّرقة..والنّوم على الشّاطئ
قبل الموت غرقا أو صلبا
كضرير معلّق على عمود الهاجرة
منذ العزلة
وفي الحانة وحدي..
وفي الطّريق الجانبي
وحين الذّهاب إلى الٱخرة
منذ الجنّة المحروقة
وعسر هضم البداهة
والقبر المتأهّب للانقضاض
منذ كانت أمّي ستلد نبيا
وسَمّتنِي (صابر)