طريقك يا راحلا موحل
وأنت المغامر، والأعزل
جميع الدّروب التي سِرتها
تقود إليكَ، ولا تُوصل
كأنّك في البدء والمنتهى
أخير المتاهات، والأول
وحيدٌ، كرمانةٍ في الخلا
يحنّ لها الماء، والمِعول
كدالية، ضيّعتْ ريشها
وعاث بها المدمن الاخطل
كأمنية، لا حدود لها
كنعناعة، شايها حنظل
وحيد، ودربك لا ينتهي
كأنّه من دربه أطول...
وفي كل أرض تقول هنا:
أحط الرّحال التي أحمل
تغازل حلمك راحلة
تروم الرّحيل، ولا تسأل
وتمنح عمرك في غفلةٍ
جنون الحياة التي تأمل
ترافقها نصف قيلولة
ونصف انتظار، ولا تثمل
وتدرك أنّك في غيرها
لأنت المدلّل، والأجمل
تعود إلى البدء منتعلا
طريقك تشدوه، أو تغزل
أفي كلّ ليل لك المشتهى
وغيثٌ تناجيه لا يهطل
وحيث التفتّ مغامَرة
تهدهد موتك، أو تختل
تعاند غيما له وِجهة
وأنت بلا وجهة تهمل
وترنو الى النّجم تشبهه
فلا النّجم أنت، ولا الأمثل
جميع النّجوم لها غفوة
ونجمك وحده لا يأفل
غزلت المنى والأماني سدى
وضاعت أمانيك والمغزل
تمهّل بخطوك يا راحلا
تتيه به الخطو والارجل
يقلب وجهه في حيرة
لكل الجهات ولا يعقل
وتذبل فيه الحياة لظى
وما كان يحسبها تذبل
لقد آن للدرب أن ينقضي
ويصرمه الموت إذ يقبل!؟