تمطّى البحر ونثر ألوانه الزّرقاء في كلّ مكان وشعر بسعادة حينما وجد أن أشعة الشمس تمتزج بزرقة الألوان فتعطيها لونا جميلا.
ياه... ما أجمل أشعة الشمس، إنّها جعلت لوني الأزرق ممتزجًا، باللّون الذّهبي لأشعتها، كم أشكرك أيتها الصّديقة الغالية... حقّا أنت طيبة ووفيّة.
قال البحر ذلك بفرح وسعادة وهو ينظر إلى الشمس في الأعالي، وهي تنظر إليه باعتزاز ومودّة وهي تستمع إلى كلماته بهدوء وفرح ... قالت له:
أيّها البحر ... أنت طيّب، ما أكثر عطاءك، سعادتي أن أراك وأنت تحبّ الجميع، لهذا فأنا كلّ صباح أرسل أشعتي إليك لتمتزج بمياهك الزرقاء.
ضحك البحر فرحا وهو يحرّك أمواجه بهدوء، حيث يستمع إلى كلام الشمس وبقي يتابعها حيثما تتحرّك في السّماء بهدوء، حتى بدأت تختفي وراء الأفق البعيد ... حينها شعر بحزن وهو يرى الشمس تختفي وراء الأفق وشكلها يزداد احمرارا وقال لنفسه:
إنّها طيبة مع الجميع...وأنا منهم، لابدّ أن أقدّم لها هديّة.
وبعد أن اختفت الشمس كليّا نظر البحر إلى السّماء كمن يبحث عن شيء...أخيرا ابتسم بهدوء، فقد وجد شيئا يبحث عنه، كانت النّجوم متناثرة هنا وهناك بشكل جميل ولون فضيّ زاهٍ فأعجبته ألوانها، وبسرعة حمل إناء كبيرا وبدأ يجمع فيه النجوم المتلألئة ومن ثقله سقط من يديه إلى أعماق المياه، فحزن حزنا كبيرا لأنّه كان يفكر في أن يصنع منها قلادة رائعة يعلقها على رقبة الشمس تقديرا لها واعتزازا... وازداد حزنا وهو يرى بعينيه النجوم المتساقطة وهي تغوص في أعماق مياهه الزرقاء الصافية .
كانت المحارات التي تملأ الأعماق ذكيّة فأحسّت بقيمة النّجوم المتساقطة، فأسرعت لاحتضانها وقبل أن تختفي في رمال البحر وأحاطت بها من كلّ جانب.
في ما بعد تنبّه البحر إلى فرح الصيادين وهم يجمعون في زوارقهم الملونة المحارات ويستخرجون من أعماقها نجمة صغيرة تتلألأ كانوا يسمّونها (المحارة)...فرح البحر كثيرا لأنّ النّجوم هذه ستتحوّل إلى قلادات جميلة تسعد الأطفال وتبهجهم.