قصة قصيرة

الســــارق

حسين علي غالب/ العراق

يودعني أبني، وينطلق هو خارجا من الدكان لكي يتوجه للبيت.
وأنا أجهز نفسي فقد خيم الظلام ويجب أن أغلق دكاني وأتوجه للبيت أنا أيضا من أجل أخذ قسط من الراحة، أفتح صندوقا موجودا في نهاية الدكان لكي أخرج السلسلة الطويلة والقفل الكبير لكي أتمكن من إغلاق باب الدكان بأحكام.
أمد يدي أيضا إلى درجي لكي أفرغ المال الذي جنيته من الدكان في جيبي، وأتوجه لباب الدكان وأنا حامل السلسلة الطويلة والقفل الكبير من أجل إغلاق باب الدكان بأحكام.
أجد شخصا واقفا أمام باب الدكان ويشهر مسدسه نحوي وقد وضع قناعا على وجهه:
- أعطني كل ما لديك من مال هيا بسرعة..؟؟
كان صوت السارق مألوفا لي رغم أن صوته خشن، رميت السلسلة الطويلة والقفل الكبير على الأرض ووضعت كلتا يدي في جيبي وأخرجت كل المال:
-هذا كل ما جنيته اليوم.
تقدم باتجاهي ومسدسه ما زال موجها نحوي، وأخذ المال من يدي ومن ثم تراجع بخطوات بطيئة نحو الخلف وانطلق خارجا من دكاني ...
أخذت القفل الكبير من على الأرض، وتوجهت مسرعا خارجا من دكاني ووجدته يسير هاربا...
قمت بملاحقته وعند اقترابي منه قمت برمي القفل الكبير عليه بكل ما أملك من قوة لكي أتمكن من إيقاعه أو إيقافه أو إلحاق الضرر به.
أصاب القفل الكبير الذي رميته رأس السارق، وترنح جسده وارتمى على الأرض.
تقدمت نحو السارق والدماء تنهمر من رأسه ووصلت إليه وأمسكت بكلتا يدي جسده المرتمي وإذ يقول بصوت خافت:
-أبي سامحني على ما فعلته لك ...
صمت بعدها السارق وارتجف جسده قليلا ثم أصبح جسده جامدا فانتزعت بيدي قناعه الذي كان يرتديه على وجهه لكي أعرف من هو.
لقد اكتشفت أن السارق الذي سرقني هو ابني وقد قتلته أنا بيدي ...

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024