زاد القرَف واشمئزت النّفس من الحديث عن الحب ومصادفته في كل مقام ومقال... صار العقل يشتهي ثورة كتابة تتحدثون فيها عن عاداتكم و تقاليدكم عن السعادة و أحضان الأوطان ...فأخبروني كيف نفتح أبوابنا للاجئين وكيف ننصب الخيام لمنكوبي سوريا، كيف نحرر فلسطين ونصلي بجانب الأقصى وكيف نجعل السودان واحدة بعد التفرقة ! وكيف نوقف الاستبداد والقتل فيها ! كيف نصطاد الأرنب البري في ليبيا المنكسرة وكيف نزور تونس المتألمة ...ثم احكوا لي عن أم الدنيا وكيف بنى فراعنة مصر أبو الهول وكيف صممت الأهرامات ..أخبروني عن غروب الشمس بشواطئ الجزائر المنهوبة و كيف تُفْتَح الحدود بينها و بين المغرب الشقيقة لتكتمل فخامة السياحة المغربية بقوافل جزائرية ..عن كيفية إعداد فطائر التفاح من شجر تفاح الأردن ... علموني كيف أتقن لهجات كل الأوطان العربية وأخيرا أخبروني عن الشعور عندما يهتز الفؤاد وتخشع الروح لخالقها في سجدات أمام الكعبة ! ...أرأيتم ما الذي اشتهينا قرائته ! أما وجدت أقلامكم غير تراهات أفئدتكم ! إلا تكتب أقلامكم عن الديار و المواطن، عن التراث والتاريخ وعن العادات والتقاليد ! وعن القضايا الوطنية أكيد ... فعار على الكاتب أن يفضل ألمه وأمله عن آلام وآمال وطنه.