تغوص الذاكرة بتأملات سردية، سردها الواقع وسردتها الأماني وتموج بتقلبات بين مد وجز وتتأرجح كأرجوحة وتلاعب النسمات تتعمق الذاكرة في فؤاد الوجد وتفتش عن ومضة أو خاطرة أو بعض الحروف ليتسرب لها الأمل...
تعتلي صهوة الحروف وتتورد بتدفق الوريد وتغور في الشرايين وبين الأوردة وتنبض وتنبض وتسري كنهرٍ فيه الماء صبابة وتحيي العروق بين البطين الأيمن والأيسر تلوذ بالفرار
إلى مرأة القلم لتعكس ومض الكلمات وتتمايل بين الأسطر وبين الخربشات تبحث عن ملاذٍ عن عبيرٍ شذاه عم المكان وتحاول ترجمة من خطه اليراع.... ماهذه الخزعبلات! ماهذه الشفرات الغريبة! وتسرح بخيالات السراب وتتفلسف تفلسف الفلاسفة العباقرة الأولى وتتناظر مناظرة النحويين وتتخاطب مخاطبة الفقهاء وتلقي كلماتها كخطيبٍ على منبر الحق...
وتحوم سرابات الأوهام، لتخبرها بأمنية من على طي الحرمان.. وتتجمر كفحمٍ ينصبُ للشواء وكأن قهر الحرمان يعذبها وتفوح رائحة الخذلان كلحمٍ اشتمه متسول في شارع من الشوارع فقهره الجوع وقهرته الرغبة والكتمان... يا أماني المتبلورة في ذاكرتي، لم تنعشيني حيناً وترميني تارة.... لمَ توصمي بأن الفرج متوج بالتحقق وتخزليني بالمصاعب وتحيريني بقلة الحيلة وحرمان العرفان