خاطرة

«عندما ينام الجميع»

سلمى قرين

هنـاك حيث يخترق القمر بنوره بيوت النـائمين, حيث تتربع النجـوم في بطن السمـاء لتستمع إلى أولئك الذين لم يطرق ضوء القمر أبوابهم ... إلى أولئـك الذيـن لم تغف جفونهم بعد , هناك حيث تفيض القلوب كلمات تسبح في دمائهم غرقا ربـما ...لينتشلها أحد الفصـوص من ذاك الجريان السريـع .. هناك حيث تنسج الكلمات و تحقق الأوزان, هناك حيث بداية المخاض .. في تلك الليلة فقط ....تولد الجمل, تلك الأدق من التفاصيل ...طائــرة يوحي زئيرها أنها قريبة حد السقوط على البيوت .. فتتجمد الأرواح و تحبس الأنفاس لاستقبالها تماما كما تتهيأ النجوم لتستقبل أفكارنا المتطرفة ..هناك حيث ترقد كتبنـا بسلام, حيث توقفت المحركات عن العمل ..حيث يتعطش عقلنا للمزيد . فيضــان أحيا المشاعر المدفونة فحكم على الجفـون أن تتأمل ما يصنعه, إلى أولئك الذيـن لامستهم خيوط ضوء القمر .. فاضت قلوبهم فيضان أحيا مشاعر سطحية أفقية ... فحكم على جفونهم بالخلود الى النوم .. يقال أن الروايات الجميلة هي تلك التي تنعم بسطور عديدة في دفاترنا ..أما الجفون المحظوظة هي تلك التي تتأمل طويلا ...
كشخص طويل ينتظر الحافلة يداعب قطة و تداعبه, كشخص ينظر إليهم ويبتسم, كانا في سيارة أراقبهم جميعا .. وهاهي تنفك الزحمة ..وهاني أميل برقبتي لأراهم مجددا ..كأنا أخرج دفتري لأجسد ما دار في خلدي إلى كلمات .. وأشعة الشمس تراقبني, لكن عندما تراقبنا أشعة القمر لا تستطيع الجفون المتأملة و لسوء حظ أصحابها ... الوصول لدفتر من الدفاتر النائمة ... لأنه ظلام دامس و ضوء القمر لم يخترق نوافذهم بعد, فاللعنة على القلوب التي حكمت على الجفون بالتأمل, تأمل مؤقت يؤلمـنا زوالــه, يشعرنـا بالوحدة... و نفتقد الجمل الجميلة التي ولدت لتموت .. لكننا نتضور جوعا لملاقاتها مجددا.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024