بصوت مرتفع مخيف، يصرخ أحدهم كالمجنون: - هيا أهربوا بسرعة.
أسمع أصوات الناس من حولي فجأة وهي مرتعبة، وكأن فاجعة قد حدثت منذ قليل لكني لا أدري ما هي..!!أبدا بالركض مع الحشود مسرع مثلما يفعلون تماما، رغم أنّني أعاني من ألم حادة في مفاصل قدماي والركض ليس في صالحي، لكن الخوف تسلّل إلى داخلي مما أراه وأسمعه.
أشعر بالتعب فأنا لست معتادا على الركض السريع وفجأة هكذا، التقط أنفاسي بعد أن توقفوا، وأمسك بعامود إنارة قريب مني فقدماي بالكاد تحملاني بعد دقائق معدودة فقط من الركض.
أراقب حسين علي غالب بنظرات خاطفة من حولي، وأجدهم منهكين مثلي تماما، وإذ أجد أحدهم يمسح وجهه بمنديل، ويقول للجميع:
- الحمد الله، لقد هربنا من مفتشي البلدية، وجيد أنّكم خبّأتم بضائعكم بسرعة بعد أن سمعتم التحذير.
علمت الآن سبب هروب هؤلاء، والذين تبين أنهم باعة متجولين يستخدمون الأرصفة لبيع بضائعهم المتنوّعة، وبعملهم هذا يخالفون قوانين البلدية التي تلاحقهم بغية إيقافهم، وضحكت بشدة على ما حدث لي وهم يراقبوني باستغراب وتعجب.