أهازيج الضّوء
وبسمةٍ عريضَةْ
يحمي بها غموضَهْ
كشاعرٍ يدسُّ في القصيد صورةً
يُنجي بها عروضَهْ
كشربةِ العصير تحتمي
بنكهة الحموضَةْ
كطلقةٍ أخيرةٍ مجهولة الأنسابْ
يُنهي بها ثوريُّها حروبَهْ
كبذلةٍ أنيقةٍ من فاخر الثيابْ
يُخفي بها خطيبُها عيوبَهْ
كدمعةٍ تباغتُ الغريبَ كلّما
تذكّر الأوطانَ والأصحابَ والعروبَهْ
كموجةٍ تفرُّ من أحزانها
تعودُ في أشواقها
لتمنح الشطآنَ ضمّةً مجنونَةْ
كشطحةٍ صوفيّةٍ
يبثّها درويشها شجونَهْ
كنغمةٍ منسيّةٍ يذكرها القيثارْ
في حضرة القصيدَةْ
كوردةٍ تنام في حديقة المدينَةْ
لم تحتمل نفاقها
كادتْ تموت حسرةً
فجاءها غصنٌ من الزيتون مانحًا شُريانهُ
ومانحًا وريدَهْ
كفكرةٍ
يدقّ بابها المرتابْ
تُدخله صالونها
تُذيقه يقينها
لكنّه يسقي بها ظنونَهْ
كناقدٍ
تُدهشُه حروفُها
تسحرُهُ أبياتُها
لكن يميلُ قلبُهُ
ومثله يراعُهُ
إلى رفيقةِ السلاحْ!
والطّفولَةْ
كعانسٍ تجيبُهم بسكتةٍ خجولَةْ
كقائدٍ تفرّقتْ من حوله الكتيبَةْ
وخانهُ الطّريقْ
وباعهُ الرّفيقْ
لكنّه لقّنهم معنى الإباءِ والرّجولَةْ
كهاتفٍ
يقول للجميع ياهلا
ألو نعمْ يا مرحبا
لكنّه يدسُّ في أحشائهِ رسالةً نصّيّةً قصيرةً
وتحتها شريحةٌ مجهولَةْ
كطائرٍ
يستملحون رقْصَهُ
يستعذبون شدْوهُ
لكنّه في قفص العذابْ
يشكو لهم همومَهْ
كنادلٍ يوزّعُ التّحايا مُرغمًا
على الذين أيّدوا بجهلهم خُصومَهْ
على الذين أسرفوا في هَجْرهِ لفقْرِهِ وقهْرهِ
يستقبلُ الصّباحَ دونهم
مبتسمًا مُسترجعًا ومُخفيًا (دِبْلُومَهْ)
كغيمةٍ
أثقلها العتابْ
فأمطرتْ خصومَةْ
كشمعةٍ تحارب الظلامَ وحدَها
تذوبُ في ميدانها
ولا تعود دونَهْ
كقبلةٍ
كصخرةٍ
كتربةٍ
يمنحها حبيبُها عيونَهْ