و كنت مشردة الملامح بحديقة مبنى مصحة إعادة التأهيل النفسي، و بين حين و آخر أنفث البرود خارج مرافئ الجمر الذي تفرد به المرض المزاجي. لدي نظرات أود إيداعها في قلب ذلك الرجل الذي لا يعبر من هنا. لم يخمد ذلك البرود الكثيف حرارة الجمر و حمرته البرتقالية، بل جعلها تتوزع على جسدي و تثب عليه وثبة تنقبض لها العينان.
كان الحل الوحيد لفصل صورته عن نظري هو تمزيق صورته بالبكاء المستمر، لكن ليلا، كان يواجهني وجها لوجه كي أتبخر خلال أكثر من معادلة كيميائية واحدة .
سأقوم بإطلاق عنان أمنية التصدق ببعض الرحمة على كبريائي، إنما ما يشد على ألمي كونه يتقن جيدا فهم الحب اتجاه الكل، كم...أف رجمت بها وهم ظلال تصقل وجهك البشري في عظيم سلطانه و كانت تختفي تماما كلما وددت الإمساك بها.
كنت خلال كل يوم، كنت أقوم بطرد السخط و كان يعود بدرجة أخرى من التعقيد.
في الحياة الزمنية، يصبح القاتل ملكا، و يصبح الملك ضحية هاربا و متجها إلى اللامكان. لكن من اختار أن نكون رهانا لقضايا دائرية الاتجاه ؟؟؟، و كنت أتلقى نظرات من نخر الجدار الموازي لتلك الحديقة المزدانة بالهشيم.
- لا أحد سيفهم
- من أنت ؟
- أرملة المهاجر و الأفكار
- ما الذي جعلني استنطقك ؟
- الرغبة في الفهم
- لا اعرف شيئا عن الفهم، لقد ولدت بلا حب و بروح تنظر باستعلاء إلى جسدي و محيطه
- في النهاية، الجسد يستبقيك بحرارته و يقوم بتسخين نواة قلبك المرنة كي تصبح غثاء حزن
- لقد أصبحنا مثل جبنة « غرويير»، خصيصا لتبلور الفقاعات الفارغة...
- من الجنون استيعاب فهم أضلولة الزمن حين نفشل في التجرد من الانتظار و الطموح، و كل شيء يجعلنا نصارعه، حتى الحب...
- لكن وعاظ الاستسلام يخط عبثية أنهياره بسلاسة...
- أما وعاظ الحروب فقد أطعموني إبنوسا ...
فجأة، امتدت يد على كتفي :
- إلى من تتحدثين يا آنسة ؟
و نظرت بعمق يلوذ بالشرود :
لا أحد سيفهم ...، ثم عدت إلى ضلوع ذلك السرير المتجمد احاول الاختباء من ما تبقى من عنفوان بنات أفكاري الخبيثات...