قصة

«ساعة جيب ونظارة»

مراد العمري

لو تعود به عجلة الزمن مرة أخرى إلى الماضي، وهو الآن لا يعرف مصيره الذي صار مجهولا، وطريقا صعب ليس له نهاية.
عمي محفوظ يردّد بعض الكلمات بكثير من الزفرات كان يسير يتحسس ساعة جيبه التي أخرجها  كي يعرف الوقت نظر لها ثم بعد ذلك أعادها وأدخلها إلى جيبه، ومشى نحو مكتب البريد وهو يتحسس الطريق بعكازه الذي تعود عليه منذ سنوات عديدة .
اليوم هو أحد أيام الأسبوع الأخير من هذا الشهر، وقد تعوّد عمي محفوظ الذهاب إلى مكتب البريد كي يتقاضى معاشه الذي تعود عليه مثل كل مرة .
عندما دخل عمي محفوظ إلى مركز البريد وجد الكثير من الناس واقفون ينتظرون دورهم والمكان مزدحم وكل واحد يحمل بطاقة هويته وصكه البريدي يريدون أن يستلموا معاشهم. وكان يسعدهم الأمر عندما يحصلون على النقود وهم يعدونها ثم بعد ذلك يضعها كل واحد داخل جيبه.
يبدأ عمي محفوظ بالصراخ على الناس كي يفسحوا له الطريق بصوته القوي الذي يحرك جدران البريد كي يمر مباشرة إلى شباك البريد يراه قابض البريد وقد تعود عليه مثل كل شهر.
ـ أهذا أنت يا عمي محفوظ؟
وسلم له عمي محفوظ بطاقة الهوية والصك وبعد عدة دقائق سلمه القابض النقود التي أعدها عمي محفوظ ووضعها بسرعة داخل جيبه ومشى وهو يصرخ مرة أخرى على الناس كي يفسحوا له الطريق وخرج وهو يتمتم بعدة كلمات التي لم يسمعها أحد.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024