... واقف في فم الزمان ...لم ينتصب مستقيم القامة إلا بمساندة.... عصا....جدار.. أداة ما...طاولة....سدة... كتف أبن أو بنت...
استقام منتصبا... وقف في بلعوم الأيام... نظر ثم نظر ثم بصر ثم أستحضر... إنها ما بعد السبعون أعاد البصر كرة أخرى استخلص.... إنها نهر.. نبع ...نبع من بداية.... تصعد بقوة الفتوّة... بلغ الحول العشرين ركض خلف كرة...تشّرب علوما.... اكتشاف معارفا... خفق قلب... تحريض عاطفة.... حنين لها... اقتران بها... بناء وركض لأسباب عيش يوفرها... من صلبه ورحمها أمثال أشباه لهما نزلوا.... حضروا..... عناية إطعام وكيساء.... راحة ودواء... واجب التعلم لهم يؤدى صراع الكسب. أشتد وكبر مع حاجات لهم أرتفع منصوبها تصبب ثم تصبب العرق الشعر الأبيض غزى الذقن ثم المفرق.
ما خفف نهر الأيام من عدوه ..ثقوب في الجسد تفتحت.. تسرب السكري ..ووضع ألم بالمفاصل ووهن برز.... هم آلوا لما كان هو فوق العشرين قد بلغ.... كالسلاحف في اتجاه البحر تذهب... سلكوا ما كان قد سلك.... هم به رحماء بررة حتى من عقّ أو برّ بذكره ويتمنى لو أنه عليه أغدق.... فيأخذهم النهر ويغرقهم كما هو غرق، وقف ونظر سبع عشرات من العمر بددت... نظر إلى الأتي... فمجرى النهر إلى البحر أقترب...إما عجز وإما غرق... أنت هو... وأنا مسيرة من النبع إلى البحر – جبلة قد خلت وسنّة لا أنت اخترتها ولا أنا ووضعنا فيها رغبنا أم لم نرغب هي علينا وبنا إلى لا ندري مضت كما بالذين من قبلنا مضت.
