إلى تربة أرضك الطيبة، أيها الوطن الغالي العزيز ...إلى شمسك اللافحة ...وهوائك المنعش الجميل ...إلى مياهك وغدرانك إلى أشجارك والنخيل ...إلى كل صخرة من وادي سيدي زرزور ...
إلى جبالك العاليات ...إلى صفاء وزرقة بحرك المبهرة ...بلا منازع ..
مذ نشأت على تربتك الزكية وعشقك يا وطني، قد سكن فؤادي، وكل يوم يزداد عشقك حتى أرهقني .. أرهقني حبك يا وطني ....
وأنا أشاهد الردة بل وأكون شاهدا على هبة شعب يريد الإعتاق ...يريد العدالة أن تسود، ويسود الحق جميع أبنائك أيها الرائع مدى الزمن ... وأنا الذي رضعت فيك يا وطني لبنا سائغا ومعه حبك اللًذيذ مذ فتحت عيناي وأنا أعيش ظلما بعد ظلم، لكن قلبي ما طاوعني أن أتنازل يوما عن حبك الذي أرهقني .
تجرعت مرارة اليتم صغيرا، وما نالت والدتي حقا ولا باطلا مدى الزمن ...بل كان الصبر على القهر قمة الخلق الرفيع لأن الحرة تجوع ولا تتنازل عن حبك الذي أرهقني ...
هو العذاب عشناه، والحاجة القصوى لقوت يومنا عانيناه منذ فجر التاريخ وعهدك بالفرحة الأولى لميلادك يا وطني ...
كان العفاف والكفاف شعار أبي الًذي ما طأطأ رأسا ولا انحنت هامته حتى مات فقيرا، فقيرا إلى اللًه إلا من حبك الذي أرهقني ... وبعد وفاتك يا أبي ما نالت والدتي غير بطاقة الناخب كي تعلن الولاء لحبك أيها الوطن الجميل مدى الزمن ولروابيك الخضر وسيل انهارك الرقراقة وزقزقة عصافيرك التي ملأت طفولتنا حبورا والفراشات التي ملأت وادينا وحقولنا جمالا وبهاء ... إلا أن حبك مافارق جفني .. ياوطني.
حكايات العشق التي أحاطت بنا ونحن بين جنباتك الحيرى وجميعهم ينهب من خيراتك ليتركوك ويتنازلون عن حبك بل ويعلنون الردة، وهذا هو مصيرك من عقوق أبنائك الذين لا يقيمون لحبك أدنى إعتراف بحبك الغالي، أيها الكريم أنت يا وطني ...
عانت جبالك ووديانك عقوقا وعقوقا ولكنني على حبك أحيا وأتفنن في وصفك و وولائي لك ما غيرت وما بدلت حبك بغالي الثمن ....؟
حبك يا وطني: مازال يرهقني وقلبي الرقيق ما عاد يتحمل أن ينهبوك ويتمادون في نهب خيراتك ويتلذذون بمأساتك ونحن نعيش على حبك الجميل الذي نضب ماؤه ولا غار وتبقى جماهير بلادي تردد: ووطني وطني غالي الثمن! أما من عاش لنفسه من عاشقي الدنيا الحقيرة راحوا يرددون: وطني وطني : أين السكن ؟؟ رددت جدران المدينة نداءات كثيرة ...غير أن حبك يا وطني مازال يرهقني ...